د. حمزة الشيخ حسين : صانع الفوز للأردن… يزن النعيمات
د. حمزة الشيخ حسين
لم تكن مباراة عادية، ولم يكن المشهد عابرًا في ذاكرة الأردنيين.
كان يزن النعيمات حاضرًا… لا في أرض الملعب لاعبًا، بل في القلوب رمزًا، وفي المدرجات روحًا، وفي العيون قصة وطن.
رأيناه مصابًا، يجلس على أرضية الملعب، يراقب زملاءه كما يراقب الأب أبناءه، يشجعهم بنبض قلبه، ويتابع كل تمريرة وكأنه يشاركهم الركض والالتحام. لم تمنعه الإصابة من أن يكون جزءًا من المعركة، ولم تُطفئ الألم في جسده نار الانتماء في روحه.
وعندما سكنت الكرة شباك المرمى السعودي بقدم اللاعب المبدع نزار الرشدان، قفز يزن فرحًا، وقفز معه شعب بأكمله. كانت قفزته رسالة، وكانت دموع الفرح التي حاول إخفاءها أصدق من أي خطاب. هدفٌ أُهدي إلى لاعب مصاب، لكنه في الحقيقة أُهدي إلى كل أردني شعر في تلك اللحظة بأن الوطن ينتصر.
رأيناه يدبك مع زملائه، يضحك، يصفق، ويشارك الفرح، رغم أن في داخله وجعًا لا يُرى. كان يبتسم، بينما كان قلبه يبكي بصمت. جمع يزن في تلك اللحظات المتناقضة بين الفرح والحزن، بين القوة والألم، بين الجرح والأمل… فدخل إلى قلوب الأردنيين من أوسع أبوابها.
يزن النعيمات لم يكن مجرد لاعب كرة قدم، بل كان درسًا في الوفاء، ورسالة في الصمود، وصورة صادقة للروح الأردنية التي لا تنكسر. حتى وهو مصاب، كان يصنع الفرح، ويبث البهجة، ويمنح الناس سببًا للفخر.
إنك أسطورة، يا يزن…
أسطورة وأنت تلعب،
وأسطورة وأنت تتألم،
وأسطورة وأنت تزرع الفرح في قلوبنا رغم وجعك.
سلامتك يا نجم الأردن،
فأنت لم تصنع الفوز فقط،
بل صنعت لحظة وطن..