الأخبار

حمادة فراعنة يكتب : الإنسان هو المستهدف

حمادة فراعنة يكتب : الإنسان هو المستهدف
أخبارنا :  

حينما تستهدف قوات المستعمرة خيام النازحين، ومواقع بالمدارس المدنية الحاضنة للغلابى الذين تم تدمير بيوتهم، ويدمرون المستشفيات ويتعمدون تعطيلها عن الخدمة وتتحول المباني إلى خرائب وقبور لجثامين مدفونة تحت الدمار فهل هذه حرب تستهدف المقاومة المسلحة أم تستهدف المدنيين، ويتم التخلص منهم بشكل منهجي مقصود؟!
ما يتعرض له أهل غزة من قتل متعمد، وتدمير منهجي، وخراب مقصود لتعطيل الحياة، فهو برنامج مدروس، منظم، وهو ما يقصده نتنياهو بالانتصار الحاسم، ومسح قطاع غزة، وجعله لا يصلح للحياة، بهدف الطرد والتشريد وتقليص الوجود البشري الإنساني للفلسطيني من على أرضه، من على وطنه، وقطع الطريق على مستقبله، فالمستقبل الفلسطيني هو نقيض مشروع المستعمرة، هو نقيض الاستيطان والتوسع ونهب وطن الفلسطينيين، فالمستقبل الفلسطيني هو: 1- العودة للاجئين واستعادة ممتلكاتهم في اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وبيسان وبئر السبع، 2- والحرية والاستقلال للفلسطينيين، على كامل أرضهم، ولذلك يكمن الصراع على مضمون المفردتين: الأرض والبشر، احتلوا كل الأرض، كامل جغرافيا فلسطين، وفشلوا في طرد وتهجير كامل شعب فلسطين، ولذلك يعملون للتخلص من العنصر البشري وفق خطة سموترتش: «خطة الحسم»، وتعني وفق ذلك ثلاثة خيارات للفلسطينيين: 1- الموت والقتل، 2- الرحيل خارج فلسطين إلى شمال أوروبا، أو إلى أميركا، وإلى أستراليا، 3- أن يبقى عبداً عاملاً بلا حقوق سياسية، لا في مناطق 48 ولا في مناطق 67.
برنامج المستعمرة التخلص من العنصر البشري، ولذلك تلجأ قوات الاحتلال إلى تكثيف القتل بعد أن فشلوا في الطرد والتهجير والتشرد، فالعنصر البشري هو الحاضنة الولادة للمقاومة، وهو الذي يحول دون إقامة دولة إسرائيلية عبرية يهودية صافية خالية من العرب الفلسطينيين.
عنصران صنعا مشروع المستعمرة: أولهما مبادرة الحركة الصهيونية، وثانيهما الدعم الدولي الأول أوروبا ومن بعده الولايات المتحدة، واستعادة فلسطين ستتم بفعل عنصرين: أولهما المبادرة الفلسطينية وتضحيات الشعب الفلسطيني، وثانيهما تضامن العالم ودعمه لصمود الفلسطينيين ونضالهم.
وما يجري في أوروبا عبر هذه التحولات لصالح فلسطين وضد المستعمرة، هو التراكم التدريجي في الاتجاهين:
الأول التضامن والتعاطف مع معاناة الشعب الفلسطيني.
والثاني جرائم المستعمرة البائنة الفاقعة ضد الفلسطينيين التي أحرجت الأوروبيين ودفعتهم نحو اتخاذ مواقف سياسية تختلف مع تراثهم المؤيد للمستعمرة، وخاصة من قبل البلدان التي صنعت المستعمرة: بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، ومعهم البلدان الأوروبية بشكل أو بآخر.
تضحيات الفلسطينيين وجرائم الإسرائيليين هما عنوان الصراع اليوم، حيث لن تتوفر لأحدهما الانتصار بالضربة القاضية، ولن تتوفر الهزيمة للطرف الآخر بالضربة القاضية، بل هو عمل تراكمي سيؤدي بالضرورة إلى انتصار العدالة والحق والقيم المشروعة، والهزيمة للظلم والاحتلال والعنصرية، مهما طال الوقت، وعظمت التضحيات. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك