الدكتور هشام المكانين العجارمة : تواصل 2025.. مستقبل الأردن كما يراه ولي العهد

قيض لي أن أكون من أولئك الذين حظوا بالمشاركة في منتدى تواصل واستمعوا عن قرب لولي عهد مليكهم حفظهما الله واطلعوا على تجارب الشباب المشاركين في مساراته فكان التميز حاضراً والريادة في أجمل صورها.
منتدى تواصل الذي رعاه ولي العهد الأمين كان من أجمل محطات شبابنا اليوم، محطة تقلهم لآفاق المستقبل برؤى واضحة وقيادة متجذرة من لدن ولي العهد. فما الذي أراد ولي العهد – حفظه الله – أن يوصله في تواصل 2025؟
رسالة ولي العهد كانت واضحة إذ طلب التفكير بعيد الإمعان في شكل الأردن ومآله بعد عقد أو عقدين من الزمن في ظل عالم تقني ورقمي متسارع، التفكير في حل مشكلاتنا المتنامية في المياه والنقل والتعليم والصحة، التفكير التفكير في مستقبل المهن، وكيف ستكون التكنولوجيا وسيلة فاعلة لصناعات ثقافية وإبداعية تحتفي بإرثنا الكبير وتراثنا الفريد وتاريخنا المتجذر. وهو طلب حريٌ به أن يجد منّا نحن الشباب الاستجابة، ومن مؤسسات الدولة العامة والخاصة الرعاية والاهتمام، فالعالم مقبل بلا شك على تنمية رقمية ستغير ملامح القادم، وسيشهد ثورة صناعية هائلة في غضون عشر سنوات من الآن. فما الذي يمكن العمل عليه؟ الإجابة كانت واضحة في دعوات ولي العهد بضرورة الإسراع أكثر من أي وقت مضى للعمل الجاد لمواكبة التقدم المتنامي في مجال التكنولوجيا واستخدامات الذكاء الصناعي ليشمل مختلف القطاعات والمجالات بعيداً عن الانتظار ومناقشة الأفكار، أسراع يحتم إعادة النظر في أدوار الجامعات لاحتظان طاقات الشباب، إسراع يجعل من ريادة الأعمال ودور صناع القرار حاجة وطنية للإبتكار والتطوير، وهذا ما أشار إليه ولي العهد بقوله:» وعلينا ألا نستغرق طويلا في مناقشة الأفكار، فبناء المستقبل يبدأ اليوم، ويجب أن تأخذ الأفكار مداها في التجريب والتطبيق والتطوير والتنفيذ».
ولي العهد الذي تطرق لثوابت أساسية للعمل والبناء هي المثابرة والإخلاص والتميز في كل شيء، والذي يؤمن بمنعة وطنه واستقراره ولا يزال بالرغم مما يحيط بنا من تحديات جسام هو نفسه الذي لطالما ا?من بقدرات شباب وطنه وقدرتهم على الإنجاز والعطاء ومواكبة التقدم بروح ملؤها الريادة، وسلاح ذخيرته الابتكار، إذ لم يعد يجدي أن نبقى مستهلكين بل يجب علينا أن نكون من المنتجين خدمة لوطننا وللمنطقة.
رعاية ولي العهد الامين لمنتدى تواصل كانت رعاية ملهمة وضعت شباب الوطن في عين الحقيقة على ما هو قادم، رعاية لم تترك المجال لأن نبقى متأملين لواقع التقدم، بل لأن نكون جزء من سياقات ذلك التقدم مساهمين فيه؛ إذ لا يوجد ما يمنع ذلك فالإرادة موجودة، والعزيمة حاضرة، والمثابرة متجذرة، ومجالات الريادة واسعة. وهنا يجدر التساؤل: ما الذي أضافه منتدى تواصل 2025؟
حقيقة، شكّل منتدى تواصل فرصة حقيقة للحوار وتبادل الأفكار، لوضع صناع القرار في مسؤلياتهم الواجبة لعالم متنامي، فبالبرغم مما تم إنجازه من قصص ملهمة وحلول عملية لكثير من المشكلات – وهذا مدعاه فخر بلا شك- علينا أن نصارح أنفسنا وأن نشير إلى مواقع التقصير والضعف، وأن نعوض سنوات أضاعها التردد والمماطلة في التنفيذ.
نقطة أخرى، شكّل منتدى تواصل 2025 فرصة ثمينة للاستثمار في رأس المال البشري في عالم مليء بالاستقطاب والقلق من القادم، عالم صارت فيه الانطباعات في كثير من الأحيان أقوى من الحقائق، وهذا ما أشار له ولي العهد، بل وأضاف: « ففي الاقتصادات المتقدمة، لم تعد القيمة تقاس فقط بما تنتجه المصانع، بل بما تنتجه العقول»، وزاد على ذلك أن :» أن المساعي نحو التنمية وزيادة الفرص أمام الجميع ليست غاية اقتصادية فحسب، بل هي ضرورة لوطن آمن ومستقر. فحين تتاح للإنسان وسائل الارتقاء بواقعه وتحسين معيشته، ينشأ مجتمع قوي منيع، متماسك البنيان، تتعزز فيه الثقة والانتماء وتزداد جبهته الداخلية صلابة وقوة بتكاتف أبنائه».
في ضوء ما سبق، تتضح رؤية ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله – حفظه الله- في ضرورة البناء في الإنسان الأردني؛ فهو محور التنمية وأساس النهضة وخدمته والتيسير عليه واجب الجميع، كما أن تزويده بالمعرفة قوة، وتسليحه بالأفكار الخلاقة ثروة كبيرة لتصدير الحلول الذكية وبناء الوطن وتعزيز البنيان وصناعة الفارق الذي نريد.
في الختام، دعوات ولي العهد المُلهمة شكلت ملامح مستقبل الأردن، والعمل عليها ضرورة لتمكين إنسانه وتعزيز المنجز إذا أردنا لوطننا أن يكون في مصاف الدول المستثمرة في الإنسان والمطوعة للتكنولوجيا حاضراً ومستقبلا.
فشكراً لتواصل، وشكراً لمنظميه، والشكر كله لولي العهد الأمين الأمير المُلهم لشباب الوطن، أمير الأمل والريادة والابتكار، موضع فخر أبيه واعتزاز شباب وطنه.
* الجامعة الهاشمية