ابراهيم قبيلات يكتب : لعنة سايكس بيكو .. عندما يبيع الأمريكي الوهم للسوررين بغلاف جديد

ابراهيم قبيلات..
(ثوانٍ فقط... هذا مضروب على الرأس أم تصريح حقيقي؟) بهذه الكلمات علق سوري وهو يستمع لتصريحات المبعوث الأمريكي الذي هاجم الاستعمار وسايكس بيكو ولعن عصور الظلام.
لقد قال للسوريين ما يطربون لسماعه، بل تجاوز توقعاتهم! لكن كيف تصدقالولايات المتحدةالتي تقتل الأطفال في غزة اليوم أنها صديقةسورياالجديدة؟ أم أن هذه الكلمات موجهة أصلاً لفرنسا تحت شعار "اسمعي يا جارة"؟
المبعوث الأمريكي لم يبخل بالكلام المعسول: "تقسيم الغرب للمنطقة كلف أجيالاً بأكملها"، "مأساةسورياولدت من الانقسام"، "سايكس بيكو قسمت المنطقة لأهداف استعمارية"، بل ذهب لأبعد من ذلك حين أعلن أن "زمن التدخل الغربي انتهى". كلمات تلامس جراح السوريين، لكنها تثير تساؤلات أكبر من أجوبتها.
الحقيقة أننا أمام فصل جديد من صراع الحلفاء، حيث تتصارع أمريكا وأوروبا على النفوذ في المنطقة.
السوريون هنا يشبهون الفأر "جيري" الذي يحاول النجاة بين قطين يتصارعان على من سيأكله. إنها ليستلحظةانفراج، بل مشهد من مسرحية القوى العظمى التي تتذكر فجأة "أخطاء الماضي" بينما تنسج أخطاء الحاضر.
اليمين الأمريكي الحاكم اليوم هو ذاته الذي احتل بلادنا قبل قرن، والخلاف مع أوروبا ليس سوى صراع على "من يحصل على الكعكة". الخطاب الأمريكي يخفي رسائل واضحة: تطمين السوريين من جهة، وإرسال تحذيرات للمكونات السورية من جهة أخرى، بينما تُفتح الأبواب واسعة لنهب ما تبقى من ثروات البلاد.
السوريون اعتادوا على كرنفالات الفرح بالتصريحات، لكنهم أيضاً اعتادوا على الخازوق الذي يأتي لاحقاً بهدوء. اليوم يتساءل البعض: هل نصدق من يلعن سايكس بيكو بينما يعدّ لسايكس بيكو جديدة؟ أم أن اللعبة أكبر من كل هذا، وأن الكعكة هذه المرة ليست الأرض، بل ما تبقى فوقها وتحتها؟ ــ نيسان