الأخبار

هاشم عقل يكتب : زيادة إنتاج «أوبك+».. كيف تؤثر على أسعار النفط؟

هاشم عقل يكتب : زيادة إنتاج «أوبك+».. كيف تؤثر على أسعار النفط؟
أخبارنا :  

في خطوة متوقعة، أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) زيادة في إنتاجها النفطي خلال الفترة المقبلة، مما أثار تساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على الأسواق العالمية، خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية الحالية. فهل ستؤدي هذه الزيادة إلى انخفاض أسعار النفط، أم أن العوامل الأخرى ستلعب دورًا في امتصاص الصدمة؟

زيادة المعروض وضغوط الهبوط

وفقًا لقواعد الاقتصاد الأساسية، فإن أي زيادة في المعروض النفطي - مع ثبات الطلب أو نموه ببطء - تؤدي عادةً إلى انخفاض الأسعار. ومع ضخ كميات إضافية من النفط في السوق، قد تواجه الأسعار ضغوطًا هبوطية، خاصة إذا تجاوزت الكميات الجديدة حاجة المستهلكين العالميين.

وتعتمد حدة هذا الانخفاض على عدة عوامل، أبرزها:

- حجم الزيادة : هل هي متواضعة أم كبيرة؟

- الطلب العالمي: خاصة من الاقتصادات الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة.

- المخزونات الحالية: إذا كانت المخزونات العالمية مرتفعة بالفعل، فقد يتعاظم تأثير الزيادة.

رد فعل السوق والمضاربين

لا ينتظر المتعاملون في الأسواق النفطية وصول البراميل الجديدة إلى الأسواق لاتخاذ قراراتهم، بل يتحركون بناءً على التوقعات. فقد شهدنا في السابق كيف تؤثر التصريحات الرسمية وحدها على الأسعار قبل تنفيذ أي تغيير في الإنتاج.

ويُتوقع أن يبدأ المضاربون والمستثمرون في بيع العقود الآجلة للنفط تحسبًا لانخفاض الأسعار، مما قد يسرع من وتيرة الهبوط، ولو مؤقتًا.

التحديات الجيوسياسية وتوازن السوق

رغم أن قرار «أوبك» يهدف عادةً إلى تحقيق استقرار السوق، فإن العوامل الخارجية قد تلعب دورًا في تعديل التأثير، مثل:

- العقوبات على منتجين كبار (مثل إيران أو فنزويلا).

- اضطرابات الإنتاج في دول غير أعضاء (مثل النفط الصخري الأمريكي).

- التوترات في مناطق إنتاج حساسة (مثل الشرق الأوسط أو البحر الأحمر).

دور «أوبك+» والنفط الصخري

لا يمكن فصل قرار «أوبك» عن تحالفاتها الأوسع، خاصة مع روسيا في إطار «أوبك+». فإذا تبنت المجموعة سياسة تنسيقية، فقد يتم امتصاص جزء من تأثير الزيادة.

كما أن انخفاض الأسعار بشكل حاد قد يجعل إنتاج النفط الصخري الأمريكي - ذي التكلفة المرتفعة - أقل ربحية، مما قد يدفع بعض الشركات إلى خفض الإنتاج، وهو ما قد يعيد بعض التوازن لاحقًا.

سيناريوهات محتملة :

في النهاية، فإن تأثير زيادة إنتاج «أوبك» على الأسعار يعتمد على تفاعل عدة متغيرات، لكن التوقعات تشير إلى:

1. انخفاض قصير الأجل في الأسعار إذا فاقت الزيادة الطلب.

2. استقرار نسبي إذا كانت الزيادة متوافقة مع نمو اقتصادي عالمي قوي.

3. تأثير محدود إذا صاحب القرار اضطرابات جيوسياسية تقلص الإمدادات من دول أخرى.

جدير بالذكر بأن أسواق النفط ظلت في الأشهر الأخيرة تحت تأثير مخاوف الركود العالمي وتباين سياسات البنوك المركزية، مما يجعل أي تغيير في الإنتاج عاملًا رئيسيًا في تحديد الاتجاهات المستقبلية للأسعار .

مواضيع قد تهمك