الأخبار

أ. د. عبد الزراق الدليمي : استقلال الأردن… قصة وطن كتبها الأحرار وأسسوه بسواعدهم

أ. د. عبد الزراق الدليمي : استقلال الأردن… قصة وطن كتبها الأحرار وأسسوه بسواعدهم
أخبارنا :  

في كل عام، وتحديدًا في 25 أيار (مايو)، يحتفل الأردنيون بذكرى خالدة وعزيزة على قلوبهم، هي عيد الاستقلال، اليوم الذي أعلن فيه قيام المملكة الأردنية الهاشمية كدولة حرة مستقلة ذات سيادة، بعد عقود من الوصاية والانتداب. ويشكّل هذا اليوم مناسبة وطنية تتجدد فيها معاني العزّة والانتماء، وتُستعاد فيه قصص النضال والتضحيات التي خاضها الأردنيون في سبيل بناء وطنهم.

الاستقلال… لحظة تحوّل تاريخي

كان يوم 25 أيار من عام 1946 نقطة مفصلية في تاريخ الأردن، حيث أعلن البرلمان الأردني بالإجماع استقلال البلاد عن الانتداب البريطاني، وتمّت مبايعة الأمير عبد الله بن الحسين ملكًا دستوريًا على المملكة الأردنية الهاشمية. لم يكن هذا الاستقلال مجرد إعلان سياسي، بل تتويج لمسيرة طويلة من النضال والعمل الوطني، جسّد فيها الأردنيون إرادتهم في بناء دولة ذات سيادة ومكانة.

الجيش العربي الأردني… حارس الاستقلال وراية السيادة

من أبرز المحطات الوطنية المرتبطة بعيد الاستقلال أيضًا، ذكرى تأسيس الجيش العربي الأردني، الذي يُعدّ أحد رموز السيادة والاستقلال. ففي 10 حزيران 1950، أُعلن رسميًا تعريب قيادة الجيش، وتمت إزالة آخر مظاهر السيطرة البريطانية عليه، لتبدأ مرحلة جديدة قاد فيها أبناء الأردن جيشهم بأنفسهم. وقد كان هذا القرار التاريخي، الذي اتخذه الملك الحسين بن طلال رحمه الله، تعبيرًا صادقًا عن الاستقلال الكامل، وتعزيزًا للهوية الوطنية والسيادة العسكرية الأردنية. ومنذ ذلك الحين، ظل الجيش العربي الحصن المنيع للوطن، وسطر بطولات مشرّفة في الدفاع عن الأرض والعقيدة.

رمزية الاستقلال

عيد الاستقلال ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو يوم تتجسد فيه قيم الوطنية، والانتماء، والكرامة، والسيادة. ففيه يستذكر الأردنيون نضال الآباء المؤسسين، ويؤكدون على استمرار المسيرة في ظل قيادة هاشمية حكيمة حرصت على ترسيخ أسس الدولة العصرية، القائمة على العدل، والحرية، والتنمية.

الاستقلال في ظل التحديات

رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي واجهها الأردن منذ تأسيسه، فقد استطاع بفضل وعي قيادته وشعبه أن يحافظ على أمنه واستقراره، ويلعب دورًا إقليميًا متوازنًا. لقد ظل الأردن صوتًا للحوار والاعتدال، وداعمًا للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كما مضى قدمًا في تحقيق إنجازات تنموية رغم محدودية الموارد.

عيد الاستقلال اليوم: تجديد للعهد

في كل ذكرى للاستقلال، تتجدد العزيمة لمواصلة البناء والإصلاح، وتعزيز مؤسسات الدولة، والنهوض بالتعليم، والاقتصاد، والصحة. وهو أيضًا مناسبة لتكريم شهداء الوطن الذين قدّموا أرواحهم فداءً للأرض والكرامة.

كما يُجدد الأردنيون في هذا اليوم ولاءهم للقيادة الهاشمية، وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، مؤكدين المضي قدمًا في بناء الأردن الحديث، المستند إلى إرث الماضي وأمل المستقبل.

إن عيد الاستقلال الأردني ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو تاريخ حيّ في وجدان كل أردني، يوم للفخر والاعتزاز، ويوم للعهد بأن تبقى راية الأردن عالية خفّاقة، في ظل قيادته الهاشمية وشعبه الوفي.

 

 


مواضيع قد تهمك