الأخبار

باسم سكجها يكتب: إلى محمد وللعمر بقايا

باسم سكجها يكتب: إلى محمد وللعمر بقايا
أخبارنا :  

لديّ من الأسرار ما يكفي لأفتح المدن العتيقة، ولديّ من الاسوار ما يكفي لأدافع عن نفسي. لديّ عُمر لأحكي فيه ما لم يروى، ولكنّ حولي رحيلاً يُغيّب قلب قلبي، وهذا لسان حال حبيبي الغالي.

حين بلغ السبعين، قال لي محمّد، إنّ محمداً قال: عُمر أبناء أمّتي ما بين الستين والسبعين، وها أنا أصل إلى ذلك المنتهى، فانتظروا خبراً سارّاً، وظننت ذلك من نكته العابرة، ولكنّه كان يقصد ما يقول، مع ضحكة سريعة.

كان ذلك قبل سنوات، على أنّ الخبيث من المرض عاجله، في متنفسّه الأثير، رئته الجميلة، وأخفى عنى الخبر، ولكنّني عرفت، وزرته غير مرّة، وفي مطلق الأحوال كان يزداد نحولاً، وألماً، وآهات لا تستوعبها روحي، فهي تخرج من روحي أيضاً.

وإذا كانت النفوس كباراً... تعبّت في مرادها الأجسام، ذلك قول المتنبي العظيم، ولعلّه كان يقصد صاحبي، ويقصدنا جميعاً، فمن منّا لن يمرض، فيخونه جسده، ومن منّا لن يصارع من أجل البقاء على قيد الدنيا؟

ومع ذلك، ومع قسوة اللحظة، فأقول لك يا محمد: لو فعلتها سأقتلك، لأنّك ستكون أطلقت على رأسي رصاصة، ولا أقول لك سوى: شافاك الله وعافاك، فليس عنده سبحانه وتعالى شيئ بعيد!

كُنتُ دوماً أستعين بكتابة على الكآبة، ويأخذني قلمي إلى حيث استراحة مؤقتة، وها أنا أفعل، وأعذرني يا حبيبي على كتابتي هذه، ولعمرك بقايا، وللحديث بقية.

مواضيع قد تهمك