الأخبار

د. صبري ربيحات يكتب : على طريق السلط ..

د. صبري ربيحات يكتب : على طريق السلط ..
أخبارنا :  

منذ عام ١٩٦٦ وانا احمل مشاعر الدفء والتقدير للسلط واهلها .وفي كل مرة اعبر شارع السلط ينتابني شعور بالامل والتغيير الحميد... ما ان انهيت الثانوية العامة ودخلت الجامعة حتى اصبح المرور بالشارع المحاط بكل ما يرمز للحياة مرورا اجباريا حيث كانت ولا تزال الجامعة الاردنية المقصد والغاية.

على الطريق كان البنك المركزي ووزارة المالية ومطعم جبري ومطعم القدس ووزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية وكل الصحف الاردنية حيث كانت الراي والدستور والشعب ولاحقا العرب اليوم قبل ان تختفي بعض هذه الصحف ويتلاشى الاكتراث لما تقدمه من مضامين.

طريق السلط اليوم لا تتعب الرجلين كما ظن عمر العبداللات فالسير باتجاهها يبعث الفرح وتشعر ان فيها ما يجذبك نحوها ويدفعك باتجاهها.

كنت ولا ازال احرص على زيارة السلط كلما انخفض مخزوني المعنوي لاشحن روحي وقلبي وذاكرتي بما تكتنز السلط من إيمان ووطنية وكرم وحب ويقين وايمان تشعر به وانت تصافح رجالاتها الذي يدورون أحرف العربية في حناجرهم ويعطون للكلمات والمواقف حقها لفضا ومعنى.

اليوم زرت بمعية الصديقين سمير الحياري وفادي الجزازي بيتين للعزاء الاول لعشائر الجزازية بفقيدهم ناصر الداود والثاني لعشائر الخريسات بفقيدهم جمال القماز.

في دواوين عشائر السلط التي يؤمها غالبية ابناء المدينة واصدقاءهم ومعارفهم يلتقي الاردنيون بعفوية ليتبادلوا ودون كثير من الكلام الاحترام ورسائل شفوية عميقة تتحدث عن وحدة المشاعر والتعلق والايمان والخوف والالتزام ويعبرون عن إيمانهم بقدرة هذه الارض المباركة واهلها على تجاوز المحن ايا كان حجمها وعمقها ومداها.

على الطريق العودة اقترح رفاق الرحلة التوقف لتذوق زاد السلط في مطعم السرو الذي يقع على الواجهة الاخرى باتجاه جامعة عمان الاهلية فاكرمنا الباشا بعد ان التحق بنا المهندس غسان خريسات فشكرا للسلط التي بقيت نبعا نرتقي منه.


مواضيع قد تهمك