كمال زكارنة يكتب : مسرحية جديدة للموساد في واشنطن!

كمال زكارنة :
هل تستطيع مسرحية الموساد الاسرائيلي، التي نفذها في واشنطن تغيير المواقف الاوروبية من العدوان الاسرائيلي والابادة الجماعية، التي تمارسها في قطاع غزة منذ عشرين شهرا؟
اهداف المسرحية واضحة كل الوضوح،وهي مكتملة الفصول والاركان، ولا تحتاج الى كثير من الذكاء لتفسير وتحليل ما حصل في واشنطن،ومن شبه المؤكد ان جهاز المسواد قام بتدبير نلك العملية "المسرحية" ،لاحداث تغيير في المواقف الاوروبية ودول اخرى بما فيها الولايات المتحدة،التي بدأت في الآونة الاخيرة ممارسة ضغوطا شديدة على الكيان لوقف العدوان على قطاع غزة، ووقف المذبحة التي يقوم بها جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني .
ليست المرة الاولى التي يقوم الموساد بمثل هذه المسرحيات ،لكسب التأييد والتعاطف الدولي ،وتنفيذ مخططات اجرامية ضد الشعب الفلسطيني او للدفاع عن جرائم قام ويقوم بها.
وجدت اسرائيل نفسها في عزلة دولية تامة،وفي مواجهة العالم اجمع خاصة على مستوى الشعوب والحكومات ايضا في كثير من الدول،حتى ان الحلفاء التاريخيين والتقليديين للكيان اتخذوا مواقف تعارض الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة،وتطالب الكيان بوقف العدوان فورا،ولم تستطع حكومة الكيان باحداث خروقات في الموقف الدولي المطالب بوقف العدوان والابادة والحصار،فلجأ الموساد الى القيام بهذه المسرحية .
سارع ترمب الى اتهام الفلسطينيين وغيرهم بمعادان السامية،وتجاهل جرائم اسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة،ولا يريد ان يعترف ان اسرائيل ومن يؤيدها وخاصة امريكا ودول اخرى تعادي الانسانية برمتها.
المطلوب من وسائل الاعلام العربية بجميع اصنافها وانواعها وتخصصاتها وتوجهاتها ،ان تفضح هذه المسرحية الموسادية ،وكشف حقيقتها واهدافها ،وان الشعب الفلسطيني بريء منها ،وانها من تخطيط وتدبير الموساد في هذا الوقت بالذات ،لتخفيف الضغوط على حكومة نتنياهو والكيان ،ومطالبته بوقف العدوان وحرب الابادة الجماعية والتجويع على قطاع غزة.
يجب مخاطبة الرأي العام الامريكي والاوروبي والعالمي ،بأن الموساد هو الذي يقف وراء تلك العملية المسرحية.
وتقع مسؤولية كبيرة على الدول العربية ،في ثبات المواقف الاوروبية وعدم تغييرها بعد هذه المسرحية ،وان يستمر التوجه الاوروبي الضاغط على الكيان لاجباره على وقف عدوانه على الشعب الفلسطيني ،والعمل على انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ،من خلال الاعتراف الاوروبي الجماعي بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ولا يجوز ان تكون هذه المسرحية المنقذ للكيان، وتبرئته من الجرائم والمذابح والمجازر التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني.