فيصل ملكاوي يكتب : أَدْرَكُوا طاقاتهم وإِمكاناتِهم فَأَبْدَعُوا

حَيَّدُوا كُلَّ المُعِيقاتِ، وَلَمْ يَسْتَسْلِمُوا لِلظُّرُوفِ، بَلْ قَرَّرُوا البِدَايَةَ مِنَ الصِّفْرِ، أَوْ دُونَ الصِّفْرِ فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ.
هُمْ فِئَةٌ كَبِيرَةٌ مِنَ الشَّبَابِ وَالشَّابَّاتِ الأُرْدُنِّيِّينَ الَّذِينَ صَنَعُوا مُسْتَقْبَلَهُمْ بِإِرَادَتِهِمْ، وَعُقُولِهِمْ، وَإِبْدَاعَاتِهِمْ، فَبَاتُوا أَصْحَابَ مَشَارِيعَ، وَمُشَغِّلِينَ، وَأَرْبَابَ أَعْمَالٍ فِي كُلِّ الْمَجَالَاتِ.
وَمِنْ بَيْنِهِمْ أَيْضًا كَثِيرٌ مِنَ الْعَامِلِينَ الَّذِينَ قَرَّرُوا بِكُلِّ شَجَاعَةٍ وَنُبْلٍ تَجَاوُزَ ثَقَافَةِ الْعَيْبِ الزَّائِفَةِ، فَاشْتَغَلُوا فِي كُلِّ الْمَجَالَاتِ، ثُمَّ خَلَقُوا الْفُرَصَ مِنَ التَّحَدِّيَاتِ، وَذَهَبُوا بَعِيدًا فِي الإِنْجَازِ وَتَدْبِيرِ شُؤُونِ الْحَيَاةِ لَهُمْ وَلِمَنْ حَوْلَهُمْ، فَتُرْفَعُ لَهُمُ الْقُبَّعَاتُ إِجْلَالًا وَتَقْدِيرًا وَاحْتِرَامًا.
مَا حَقَّقَهُ وَيُحَقِّقُهُ الشَّبَابُ الأُرْدُنِّيُّ، ذُكُورًا وَإِنَاثًا، فِي الْمَشَارِيعِ الصَّغِيرَةِ وَالْكَبِيرَةِ، وَرِيَادَةِ الأَعْمَالِ، وَالْحُقُولِ الإِنْتَاجِيَّةِ الْمُتَعَدِّدَةِ، هِيَ قَصَصُ فَخْرٍ وَنَجَاحٍ، بَلْ تَجَاوَزَتِ الْفَخْرَ الاعْتِبَارِيَّ الشَّخْصِيَّ إِلَى الْفَخْرِ الْوَطَنِيِّ، وَإِعْجَابِ الدُّوَلِ وَشُعُوبِهَا الَّتِي حَقَّقَ فِيهَا الشَّبَابُ الأُرْدُنِّيُّ إِنْجَازَاتٍ مُبْهِرَةً.
كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَمِعَ قِصَّةَ نَجَاحٍ عَظِيمَةً لِشَابٍّ أَوْ شَابَّةٍ أُرْدُنِّيَّةٍ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا عَرَفَ وَاطَّلَعَ عَلَى تَفَاصِيلِ مَا قَبْلَ وَمَا بَعْدَ تَجْرِبَةِ شَابٍّ أَوْ شَابَّةٍ، وَكَيْفَ أَنَّ الإِرَادَةَ وَالإِبْدَاعَ يُمْكِنُ أَنْ يَتَجَاوَزَا مَا يُوصَفُ بِالْمُسْتَحِيلِ فِي لَحْظَةٍ مَا، إِلَى الْمُمْكِنِ وَالإِنْجَازِ الْكَبِيرِ، وَالِانْتِقَالِ مِنْ ظُرُوفِ الْعَوَزِ وَالْبَطَالَةِ إِلَى الْبَحْبُوحَةِ وَالِارْتِيَاحِ وَالِاسْتِدَامَةِ، وَمَزِيدٍ مِنَ النَّجَاحَاتِ وَالإِنْجَازَاتِ.
وَلَمْ تَقْتَصِرْ هَذِهِ الْقِصَصُ الْمُبْهِرَةُ، وَالَّتِي تَجَسَّدَتْ عَلَى أَرْضِ الْوَاقِعِ فِي مُخْتَلِفِ حُقُولِ الأَعْمَالِ وَالإِبْدَاعِ وَالرِّيَادَةِ، عَلَى الإِنْجَازَاتِ الشَّخْصِيَّةِ وَالدَّوْرَةِ الاقْتِصَادِيَّةِ الْمُصَغَّرَةِ.
بَلْ أَصْبَحَتْ كُلُّ هَذِهِ الْمَشَارِيعِ وَالأَعْمَالِ وَالرِّيَادَةِ، مَحَلِّيًّا وَفِي الْخَارِجِ، رَوَافِدَ لِلِاقْتِصَادِ الْوَطَنِيِّ وَالِاسْتِثْمَارِ وَالتَّنْمِيَةِ الْمُسْتَدَامَةِ، وَإِسْهَامًا لَا بَأْسَ بِهِ فِي التَّصَدِّي لِمُشْكِلَةِ الْبَطَالَةِ، وَتَطْوِيرِ وَتَوْسِيعِ الْقِطَاعِ الْخَاصِّ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي لَمْ يَعُدْ فِيهِ الْقِطَاعُ الْعَامُّ، لِأَسْبَابٍ مَوْضُوعِيَّةٍ كَثِيرَةٍ، قَادِرًا عَلَى تَأْمِينِ وَظَائِفَ كَثِيرَةٍ، إِنَّمَا أَصْبَحَ مُحَفِّزًا وَمُشَجِّعًا وَدَاعِمًا لِخَلْقِ بِيئَةٍ قَانُونِيَّةٍ وَتَشْرِيعِيَّةٍ وَإِجْرَائِيَّةٍ، وَتَحْيِيدِ الْمُعِيِقَاتِ أَمَامَ الإِبْدَاعِ وَالأَعْمَالِ، لِلذَّهَابِ بَعِيدًا فِي طَاقَاتِ وَإِبْدَاعَاتِ الشَّبَابِ الأُرْدُنِّيِّ.