ابراهيم قبيلات يكتب : من الدعم الدولي إلى السقوط الحتمي..هل تنهار أسطورة إسرائيل

ما يحدث اليوم ليس عاديًا بأي معيار.
ليس عاديًا أن يصرح وزير الخارجية الفرنسي بأن بلاده مصممة على الاعتراف بدولةفلسطين". وليس عاديًا أن تُعلن السويد عزمها مطالبة الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين. والأمر يصبح أكثر غرابة عندما نسمع وزير الخارجية البريطاني يقول بوضوح: "خطة إسرائيل لن تقضي على حماس ولن تحقق الأمن"، مضيفًا: "أقول لنتنياهو: كفى حصارًا! أدخل المساعدات فورًا. التوسع العسكري لا مبرر له أخلاقيًا، ولن يُعيد الأسرى. فكل الذين أُطلق سراحهم جاءوا عبر التفاوض، لا بالقوة."
الأمر يتجاوز التصريحات. فها هي 22 دولة غربية توقع على وثيقة تدين جرائم الحرب الإسرائيلية. حتى نتنياهو نفسه امتنع عن حضور جنازة بابا الفاتيكان خوفًا من مواجهة تهم جنائية!
في هذا المشهد، تبقى الإدارة الأمريكية هي الاستثناء الوحيد في الغرب، لكن هذا الموقف له ثمنه الباهظ، خاصة مع تصاعد السياسات القمعية داخليًا.
السؤال الذي يفرض نفسه:
منذ السابع من أكتوبر، ظل سؤال واحد يتردد: هل يمكن لإسرائيل أن تنتصر؟.
لكن الإسرائيليين، بدلًا من الإجابة، يواصلون التهديد بـ"نكبة جديدة" أو "نكسة جديدة". لكنهم يتجاهلون سؤالًا أكثر أهمية: ما الذي حققته إسرائيل فعليًا منذ 1948؟.
لنُعد صياغة السؤال: هل كان الفلسطينيون في 1948 أقوى مما هم عليه اليوم؟
الإجابة واضحة: كانوا أضعف، لكنهم صمدوا وقاتلوا. وها هم اليوم يفعلون الشيء نفسه.
الطفرة التاريخية على وشك الانتهاء.
في الاثناء لاحظت شيئًا مثيرًا: بعض السياسيين والعسكريين الإسرائيليين هددوا علنًا بمغادرة الأراضي المحتلة إذا اتخذت حكومة نتنياهو قرارات معينة. هذا التهديد يكشف حقيقةً عميقة: هم يعرفون أنهم جزء من طفرة تاريخية مؤقتة، وأن الزمن يعمل ضدهم.
المفارقة؟ منذ ما قبل 1948، تلقى الكيان الإسرائيلي كل أشكال الدعم، بينما وقف الفلسطينيون وحدهم. لكن لو فكر أي مستوطن للحظةفي مستقبله أو مستقبلأبنائه، فسيدرك أن لا مستقبلهنا. فالدعم الدولي ليس دليلًا على القوة، بل على الخوف من انهيار المشروع الصهيوني.
ــ نيسان