د. عبد الفتاح الحايك : استقلال الأردن ومسيرة الإنجاز في عهد الملك عبدالله الثاني

في الخامس والعشرين من أيار من كل عام يتجدد في وجدان الأردنيين شعور الفخر والاعتزاز بيوم الاستقلال، اليوم الذي سطّر فيه الأردنيون ملحمة السيادة والحرية، مؤسسين لدولة حديثة قوامها العدل، وركيزتها القيادة الهاشمية التي كرّست طاقاتها منذ فجر الاستقلال لصون الكرامة الوطنية، وتعزيز مكانة الأردن على كافة الأصعدة.
يحلّ علينا عيد الاستقلال التاسع والسبعون هذا العام والأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم أكثر رسوخًا وقوة، بعد أن خاض تحديات جسيمة في محيط إقليمي مضطرب، ونجح في ترسيخ حالة من الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، بفضل حكمة القيادة والتفاف الشعب الأردني حولها.
لقد استطاع الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني أن يكون صوت العقل والاتزان في منطقة تعصف بها الصراعات، فقد ثبّت جلالته نهج الاعتدال والدبلوماسية الهادئة في مقاربة الملفات الإقليمية والدولية، مؤكدًا دومًا على مركزية القضية الفلسطينية، وعلى حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، كما عزّز الأردن حضوره الدولي من خلال شراكات استراتيجية مع الدول الكبرى، وكرّس دوره كمحور للاستقرار الإقليمي، وراعٍ لحوارات السلام، ومُضيفٍ للمؤتمرات الدولية ذات الطابع الإنساني والسياسي، كل ذلك أكسب الدبلوماسية الأردنية مكانة رفيعة في المحافل العالمية.
أما على الصعيد الاقتصادي فرغم التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية، من الأزمات المالية إلى جائحة كورونا وتبعاتها فقد تمكن الأردن من الحفاظ على استقراره الاقتصادي، بل وبدأ خطوات إصلاحية جادة نحو النمو المستدام، حيث أطلق جلالة الملك العديد من المبادرات التنموية أبرزها «رؤية التحديث الاقتصادي 2033» التي تسعى إلى توفير مليون فرصة عمل جديدة، وجعل الأردن مركزًا إقليميًا في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والصناعة المتقدمة، كما شهدت البنية التحتية تطورًا ملحوظًا، من مشاريع الطرق والمواصلات إلى تطوير قطاعات الصحة والتعليم والطاقة، مما يعكس رؤية ملكية واضحة في بناء اقتصاد قوي ومستدام ينهض بجميع فئات المجتمع.
وعلى الصعيد العسكري والأمني فقد برزت القوات المسلحة الأردنية «الجيش العربي» كقوة محترفة وعصرية، وشهدت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني تطورًا نوعيًا في التسليح والتدريب والاحتراف، ويعود ذلك لكون جلالته قائداً عسكرياً متمرسًا جعل من التحديث العسكري أولوية استراتيجية بما يضمن حماية حدود الوطن وصون سيادته، والمساهمة في مهمات حفظ السلام الدولية، إضافة الى ذلك ففي المجال الأمني، حافظ الأردن على مكانته كواحة أمن وسط محيط مليء بالتحديات، بفضل جهود الأجهزة الأمنية ومخابراتها المشهود لها بالكفاءة والانضباط.
أما في الجانب الإنساني والاجتماعي، فقد تميز العهد الهاشمي بهذا النهج المتجذر في قيم العدالة والمساواة، وذلك بحرص جلالة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله وولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، على أن يكونوا قريبين من هموم الناس وتطلعاتهم، حيث شهدنا مبادرات ملكية شملت كافة المحافظات موجهة لتمكين الشباب ودعم المرأة وكافة فئات المجتمع وتحقيق التنمية المتوازنة، ولم يكن ملف اللاجئين بعيدًا عن أولويات جلالة الملك، حيث تحمّل الأردن عبء استضافة ملايين اللاجئين من دول الجوار، ووفّر لهم الرعاية دون أن يتخلى عن مسؤولياته تجاه مواطنيه، مؤكدًا على دور الأردن الإنساني والأخلاقي في أصعب الظروف.
في عيد الاستقلال التاسع والسبعين، يجدد الأردنيون العهد مع وطنهم وقيادتهم الهاشمية، ويؤكدون أن مسيرة البناء مستمرة مهما عظمت التحديات، فالأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يواصل السير بثقة نحو المستقبل وطنًا قويًا عزيزًا، يحتضن أبناءه ويفتخر بتاريخه، ويصنع من الإنجاز عنوانًا دائمًا لعزته واستمراره.