تصوير وتعليق: محمود كريشان

ملف غاية في الأهمية والخطورة تفتحه «الدستور» على مصراعيه، ويتعلق بشبكات التمديدات الكهربائية الخارجية، لمعظم المحال التجارية والأسواق والمنازل في وسط البلد عمان، والتي أصبحت تشكل خطورة كبيرة، نظرا لقدمها وتلف بعضها، خاصة وأنه تم تركيب معظمها منذ الستينيات من القرن الماضي، دون أن يتم إجراء الصيانة المطلوبة لها، بالإضافة لكون منظر تلك التمديدات على جدران الأبنية والمحال والشوارع يشكل مشهدا فوضويا وصورة سلبية، أمام المجموعات السياحية الأجنبية التي تزور العاصمة باستمرار.
وفي هذا الجانب.. علينا أن نعلم ومن خلال تقارير فنية ورسمية مختصة، فإن معظم الحرائق التي تسببت قبل أعوام قليلة، باحتراق بعض محال تجارية وأسواق تراثية مثل «فيلادلفيا» و»البلابسة» و»البخارية» في وسط البلد احتراقا تاما، تخللها حادثة احتراق مستودع الإسفنج في شارع طلال، نجمت عن تماس كهربائي في التمديدات الخارجية القديمة، بالإضافة الى حادثة احتراق أجزاء من المبنى القديم لبلدية عمان، في منتصف شارع فيصل قبل سنوات قليلة وقبله احتراق أحد المتاجر في شارع الأمير محمد.. وقس على ذلك..!.
هذه الحرائق التي اصبحت شبه اعتيادية تقريبا في كل صيف بوسط البلد تأتي لتؤكد مجددا، اهتراء شبكات التمديدات الكهربائية الخارجية في معظم الشوارع التجارية، وغياب الصيانة وندرتها، بالإضافة للمخاطر القاتلة التي يشكلها انخفاض أسلاك الربط بين الشبكات في الشوارع الرئيسة والمحلات، وهذه الأمور وراء كل ما يحدث من حرائق متكررة خاصة في وسط المدينة على وجه الخصوص، حيث من الضرورة استبدال عدد كبير من الشبكات القديمة بكوابل مجدولة كمجموعة ومحكمة، بدلا من الأسلاك، وذلك حرصا على تحديث الشبكات ومراعاة أسس السلامة العامة.
هذا الأمر يفرض على شركة الكهرباء وأمانة عمان إجراء تغييرات جذرية شاملة لشبكات التمديدات الخارجية، نظرا لخطورتها المستمرة، خاصة وان بعضها معراة وتظهر جليا الأسلاك النحاسية بوضوح، ما يضاعف حجم المخاطر من حدوث تماس كهربائي في أي لحظة، إضافة لكون منظر تلك التمديدات غير حضاري، فالأسلاك بعضها يتدلى فوق رؤوس المارة؛ ما يشكل خطرا على الأرواح والممتلكات، وهي بحالة سيئة وأصبحت كثيرة الاعطال..!.
ما نريد أن نقوله.. أنه وعلى الرغم من التصريحات الإعلامية المتتالية للجهات المسؤولة عن هذا الموضوع الحيوي، إلا أن حال الشبكات الكهربائية المهترئة، سيبقى على ما هو عليه، حائرا في البحث عن جهة مسؤولة، بعيدا عن ذات التصريحات المتعلقة بقرب تنفيذ مشروع لتحديث التمديدات الكهربائية الخارجية في وسط المدينة، دون أي تنفيذ على أرض الواقع على الإطلاق، ودون ان تدرك كافة الجهات ذات العلاقة، ان التمديدات العشوائية الخارجية لكوابل التيار الكهربائي، تشكل خطورة كبيرة، وإندلاعا للحرائق ويعرض حياة المواطن للكثير من الحوادث التي لا تحمد عقباها، خاصة وان كوابل التمديدات الخارجية للكهرباء تنتشر وهي بحالة مهترئة وسط الشوارع وبجوار أسوار المنازل موصولة ببعضها البعض عن طريق التوصيلات العشوائية؛ ما يتسبب في حدوث الحرائق أو تماس كهربائي، أو أن تطولها أيدي العابثين، وهو ما يخشاه التجار ويهدد حياة المارة والزوار، بلا أدنى شك!.. ــ الدستور