محمد داودية يكتب : فتح الحدود (1)

تتذكرون مطالبة قادة المَسيرات، من على ظهور البكبات، بفتح الحدود أمام الشباب الأردني ليقاتل المحتلين الإسرائيليين، ولكسر الحصار عن أهلنا في قطاع غزة المنكوب !!
يجب ان نتذكر ولا يغيب عن البال، ان حركة حماس وبإِشرافها، تم اللجوء إلى أسلوب إرسال الشباب والنساء والأطفال إلى الحدود مع مستعمرات غلاف غزة تحت عنوان «مسيرات العودة وكسر الحصار»، التي انطلقت في 30 آذار سنة 2018 واستمرت كل يوم جمعة لمدة واحد وعشرين شهرًا !!
كانت النتيجة استشهاد 340 فلسطينيًا وإصابة 18460 فلسطينيًا، بينهم 4649 طفلًا و 826 سيدةً، حصدهم الرصاصُ الإسرائيلي بلا ثمن ولا مراجعة ولا محاسبة !!
ورغم الخسائر الفادحة، فقد واصلت حركة حماس حث الفلسطينيين على التوجه إلى الحدود، وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي الفتك بالمتظاهرين الفلسطينيين بكثافة.
لو حقق جيشنا مطالب قادة المظاهرات والمسيرات زعماء البكبات، لوقع عشرات الشهداء، ولتحقق مراد زعيم إرسال الشباب إلى التهلكة،
ولوقعت الحرب !!!!
فلن يسمح جيشنا، لجيش الاحتلال الإسرائيلي بتكرار ما اقترف من مذابح والفتك بشبابنا، كما فتك بشباب قطاع غزة في 30 آذار سنة 2018 وطيلة واحد وعشرين شهرًا !!
طبعًا وطبعًا، لا يمكن لجيشنا ولأجهزتنا الأمنية أن يسمحوا بأن يندفع أبناؤنا، إلى الحدود حيث تتربص بهم آلات القتل وحقول الألغام والقناصة الصهاينة.
معركة كنس الاحتلال الإسرائيلي، لها شروطها ومواقيتها المرهونة بتغيير موازين القوى التي يحتاج تغييرها إلى زمن طويل، تتحقق خلاله وحدة قيادة الشعب العربي الفلسطيني تحت راية واحدة، لا تحت أربعة عشر فصيلًا هرِمًا !!
وتحرر العالم من الفيتو الذي يحمي الكيان الإسرائيلي، لوقف إفلاته من الحساب والعقاب.
وارتطام الكيان بحقيقة استحالة فرض الاستسلام على الشعب العربي الفلسطيني، واستحالة تحقيق الأمن والسلام بالقوة.
وتحقيق المزيد من عزلة كيان الاحتلال وإجراء مقاطعة دولية شبيهة بحصار نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا.
وتحول الجامعة العربية إلى منظمة فيحجم التحديات التي تواجه الأمة.
لا نخوض المعارك مع الاحتلال الإسرائيلي بزعيق وزعيم البكبات والمظاهرات التي لم تنقطع منذ النكبة !! ــ الدستور