الأخبار

من الأردن إلى العالم..رحلة رامي المناصير في ريادة الأعمال والرقمنة والتحالفات الدولية

من الأردن إلى العالم..رحلة رامي المناصير في ريادة الأعمال والرقمنة والتحالفات الدولية
أخبارنا :  

في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم في مجالات التكنولوجيا والابتكار، يبرز النموذج الأردني الشاب رامي المناصير كأحد أبرز الرياديين الذين استطاعوا أن يترجموا رؤاهم إلى إنجازات دولية مهمة .
من عمّان، بدأ مسيرته التي تجاوزت الحدود، حاملاً رسالة التقدم والريادة، ليعزز حضور الأردن على الساحة العالمية، من خلال قيادته لتحالفات استراتيجية، وتأسيس مؤسسات رائدة، وحصوله على جوائز دولية مرموقة.
وأسس المناصير مسارًا رياديًا تجاوز حدود المحلية، ليصبح نموذجًا أردنيًا وعربيًا يُحتذى به في مجالات الرقمنة والتحالفات العابرة للقارات.
ويتولى المناصير رئاسة مجلس إدارة مؤسسة UK Fintech في المملكة المتحدة، حيث قاد تحالفات استراتيجية جمعت بين التكنولوجيا والاقتصاد والاستثمار، وأسهمت في بناء جسور تعاون دولي عززت حضور الرقمنة في البيئات النامية والمتقدمة على حد سواء.
ومن بين إنجازاته، نال المناصير، عدداً من الجوائز الدولية، من أبرزها جائزة "الريادة العالمية " لعام 2023، و رائد أعمال في تطوير التعاون الريادي في مجال الأقتصاد الشبكي، المقدّمة من منظمة Cultura Italiae الإيطالية، وجائزة "التميّز والابتكار التكنولوجي 2024" من ذات المنظمة.
كما يعد أحد المحكمين كمرجع خارجي في لجنة التحكيم الدولية لجائزة الملكة إليزابيث للهندسة، وتُمنح للمهندسين أو الفرق التي أحدثت تأثيراً تقنياً.
وفي سياق آخر، منحته المنظمة الإيطالية Cultura Italiae المعتمدة من قبل اليونسكو في مجال التراث الثقافي اللامادي، صفة "سفير لتعزيز الابتكار والتنمية المستدامة" للفترة الممتدة من عام 2024 وحتى عام 2028.
كما يواصل المناصير تعزيز حضوره الدولي، حيث اختير ضمن قائمة " أكثر 600 شخصية تأثيراً في العالم في مختلف المجالات " للمشاركة في قمة TECH. EMOTION 2025، التي تستضيفها مدينة ميلانو الإيطالية نهاية الشهر الحالي، بمشاركة نخبة من قادة التكنولوجيا والتحول الرقمي والإعلام ومجالات عديدة أخرى.
وفي حديثه لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أوضح المناصير أن مسيرته المهنية بدأت من الأردن برؤية واضحة تهدف إلى ترك أثر قائم على المسؤولية، مشيرًا إلى أن رحلته شملت تأسيس شركات تقنية واستثمارية انطلقت من المنطقة ووصلت إلى أوروبا، وارتكزت على رؤية استراتيجية بعيدة المدى.
وقال إن الاقتصاد المعاصر لا يمكن فصله عن التكنولوجيا، وهو ما دفعه إلى تطوير نماذج أعمال قائمة على الذكاء الاصطناعي والاستدامة، بالإضافة إلى بناء تحالفات استراتيجية مع مؤسسات محلية ودولية، إيمانًا منه بأن الريادة الحقيقية تكمن في ربط الأسواق الناشئة بخبرات الدول المتقدمة.
وبيّن أن الجوائز التي نالها تؤكد الحضور الفعّال للشباب الأردني في المحافل الدولية، مشيرًا إلى قدرة الشباب الأردني والعربي على المنافسة، متى ما توفرت البيئة الممكنة والدعم الملائم.
وشدّد على أن الرؤية الملكية لجلالة الملك عبدالله الثاني أسهمت بشكل مباشر في ترسيخ بيئة ريادية متقدمة في الأردن، إذ كان جلالته وما يزال داعمًا رئيسيًا لريادة الأعمال، وساهم تبنّيه المبكر لفكرة الاقتصاد المعرفي في إيجاد مناخ محفّز مكّن الشباب من إطلاق أفكارهم ومشاريعهم.
كما تطرق إلى الدور المحوري لسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في دعم ريادة الأعمال، مبينًا أن سموه لم يقتصر على تشجيع الشباب بل بادر بإطلاق مبادرات نوعية تراعي تطورات العصر واحتياجاتهم، خصوصًا في ميادين التكنولوجيا والتعليم.
وردًا على استفسارات (بترا) بشأن واقع ريادة الأعمال في الأردن، أوضح المناصير أن هناك تحديات قائمة، أبرزها محدودية التمويل وصعوبة الإجراءات في بعض الأحيان، إلا أنه يرى في هذه التحديات فرصًا إذا ما توافر التوجيه والدعم المناسب، خاصة في ظل التحول الرقمي السريع ووجود كفاءات أردنية عالية التأهيل.
وأشار إلى ضرورة بناء شراكة متوازنة بين القطاعين العام والخاص تقوم على الثقة والتكامل، مؤكدًا أن القطاع الخاص يمتلك أدوات التنفيذ والخبرة، في حين يمتلك القطاع العام البنية التشريعية والتنظيمية، وأن تكامل الجانبين ضروري لبناء اقتصاد وطني قوي.
وشدّد على أن الاستثمار في التكنولوجيا يُعد مفتاح المستقبل، حيث يسهم في خلق فرص عمل جديدة، ويرفع من التنافسية الوطنية، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا أصبحت اليوم محركًا أساسيًا لجميع القطاعات الاقتصادية.
وأبدى قناعته بأن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المستدامة هما أدوات المستقبل، ولم تعودا خيارًا بل ضرورة لتحسين جودة الحياة وتعزيز كفاءة القطاعات الحيوية، داعيًا إلى تبني هذه التقنيات كجزء من الثقافة الوطنية.
وأوضح أن موقع الأردن الاستراتيجي وثقافته المنفتحة يؤهلانه للعب دور "الوسيط الذكي" بين الشرق والغرب، خصوصًا في مجالات الأمن السيبراني، الطاقة النظيفة، والتعليم الرقمي، معتبرًا أن هذا الدور يعزز فرص التفاهم والتكامل العالمي.
وأشار إلى أن دمج الصناعات التقليدية مع أدوات الاقتصاد الرقمي يمكن أن يحافظ على الهوية الثقافية، ويفتح في الوقت ذاته أبوابًا جديدة للأسواق العالمية، مؤكدًا أن الرقمنة تُمثل فرصة لتطوير هذه الصناعات لا استبدالها.
وفيما يتعلق بتحديات الشباب، لفت المناصير إلى أن ضعف الثقافة المالية، وصعوبة الحصول على التمويل، والخوف من الفشل، تُعد أبرز ما يواجه الرياديين في بداياتهم، لكنه يرى أن هذه التحديات تشكل فرصًا تعليمية مهمة إذا ما وُجد الدعم والإرشاد المناسب.
وأضاف أن ريادة الأعمال ليست مقتصرة على الموهبة الفطرية فقط، بل هي مهارة يمكن تعلمها وتطويرها بالتجربة، والتعلم من الأخطاء، والاستفادة من التوجيه، مستشهدًا بتجربته الشخصية التي بُنيت على المحاولة والخطأ لا المعرفة النظرية فقط.
وفي سياق حماية الأفكار الريادية، دعا الشباب إلى توثيق أفكارهم مبكرًا، عبر تسجيل حقوق الملكية الفكرية والاستعانة بالخبراء القانونيين، مشيرًا إلى أن القوانين في الأردن والمنطقة تطورت لتسهيل هذه الإجراءات على من يعرف خطواتها.
وأكد أن الحاضنات والمسرعات تُعد أدوات فعالة لدعم الريادة، لكنها بحاجة إلى توسيع نطاقها وربطها بشبكات دولية، موضحًا أن التحدي لا يكمن فقط في التدريب، بل في الاستمرارية والمتابعة، وهو ما يأمل أن يشهد تطورًا في المرحلة المقبلة.
واكد أهمية إدماج الثقافة الريادية في المناهج التعليمية، معتبرًا أن التعليم هو القاعدة الأساسية لبناء منظومة ريادية منتجة، داعيًا إلى تعليم يُشجع على التجربة والتفكير النقدي، لا على الحفظ والتلقين، من أجل إعداد جيل قادر على الإبداع وصناعة التغيير.
--(بترا)

مواضيع قد تهمك