د. طارق سامي خوري يكتب : يأتي عيد العمال في ظل واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية، الإبادة الجماعية

يأتي عيد العمل والعمال هذا العام، والذي يصادف اليوم الخميس، في ظل واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية، الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا في غزة.
إنه عيد يأتي مختلفًا عن كل الأعوام السابقة، على قساوتها ومرارتها، لتزداد فيه معاناة الإنسان وقلقه وخوفه على المستقبل، لا بسبب فيروس غامض، بل بسبب عدوان واضح، ومشروع استعماري لا يتوقف، تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ومعسكرها الغربي وأذرعه الإقليمية، بهدف كسر إرادة شعوبنا، وسحق كرامتها، وتجويعها وإخضاعها.
اليوم، يُقتل العامل الفلسطيني وهو يحفر تحت الحصار، ويُقتل المزارع وهو يتمسّك بأرضه، ويُقتل الطفل قبل أن يحلم بمستقبل.
ولا زال "العالم المتحضر” يرى في هذا كله دفاعًا عن النفس!
في هذه المناسبة الهامة، وأمام هذا الواقع الصعب، ليس أمامنا من سبيل، إلا أن نتوحد ونرفع من منسوب الوعي الجماعي العام لمواجهة الجريمة وتداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وقبل كل ذلك الوطنية في بعدها القومي للأمة السورية، من جبال طوروس وجبال زاغروس شمالاً، حتى قناة السويس والبحر الأحمر جنوباً، ومن البحر الأبيض المتوسط غرباً، حتى قوس الصحراء العربية شرقاً.
ذلك هو الشرط الأساسي وخيارنا الوحيد لتحرير أرض الوطن من رجس الاحتلال وإلغاء الحدود التي اصطنعها "سايكس بيكو”، ولننفض عنا غبار التبعية والتخلف والجهل، وأن ننهض من كبوتنا التي طال أمدها ونستثمر خيرات بلادنا بما يعود بالخير والنفع على جميع شرائح المجتمع، وهذا كفيل برفع المستوى المعيشي لكل أبناء الأمة على حدٍ سواء.
ليس من خيار خلاق لحل مشاكل البطالة والفقر والجوع وحفظ الكرامة إلا في وحدة أمتنا كعنوان للتكامل والاستقلال الحقيقيين.
د. طارق سامي خوري
1/5/2025