الأخبار

محمد يونس العبادي : تاريخهم وحاضرهم.. مشبوه

محمد يونس العبادي : تاريخهم وحاضرهم.. مشبوه
أخبارنا :  

جاء كشف الخلية الإرهابية في وقت حساس، حيث التحولات تحيط بنا من كل جانب، لتثبت من جديد أن هناك فكراً "فصائلياً"؛ تتعدد ألوانه وتسمياته ولكنه لا يتعب من محاولة اختبار هذا البلد، ونحن لأجل الأردن لن نتعب، فهذا وطن تعبنا لأجله، وصنا قيمه الحقة بالدم والمال، والبذل.

في التاريخ دوما عظات، وعبر، بينها وثيقة على قدمها إلا أنها تشرح بعضا من إرهاصات الوجود الإخواني، وتعود إلى الأول من نيسان 1948م.

وجاء فيها نص، وهي في عهد المغفور له الملك المؤسس (طيب الله ثراه) وهي برقية مرفوعة إلى رئيس الحكومة: "أمرني حضرة صاحب الجلالة مولاي المعظم، أن أبلغ فخامتكم الرغبة السنية بلزوم سحب الرخصة المعطاة للإخوان المسلمين بعمان بسبب ارتباطهم بهذه الجمعية المسماة بهذا الاسم في مصر، وبعد أن تحقق أنهم إنما يسعون لأمور سياسية، متسترين تحت هذا الاسم ومواقفهم ضد الحكومة الأردنية في العام الماضي بخصوص الوحدة السورية وإثارتهم الفتنة.. وكلنا هنا والحمدلله أخوان مسلمون لا يتميز بعضنا عن بعض".

عقود بين هذه البرقية واليوم، وتاريخ مضى يعتقد خلاله المناصرون لهذه الفئة أن لها مواقف معنا، رغم أن الحقيقة مختلفة فهذا البلد من له الفضل، ولا فضل لأحد عليه بشيء.

اليوم وفي بيانها الأخير المغرور الذي يعبر عن محاولات تصدير أزمة الجماعة بعدما تكبدت من دوامة وأزمة، تحاول حرف البوصلة من خلال تجاوزها على السيادة الأردنية في بيانها الأخير، ومحاولة توصيف الأردن وكأنه ساحة، وليس دولة ووطناً، بل وشعب له صوته، فهل من المعقول لم يصل صوت الأردنيين على علوه، وهم يقولون لهذه الجماعة كفى!، أم أن من صاغ بيانهم يعيش في عالم آخر لا يرى منه سوى خيلاء، وهو حتى غرور غير مفهوم.

البيان الأردني على لسان مصدر كان حاسما، ومعبرا عن موقف أردني واع يدرك ان الآخر غارق بأوهام فصائلية بقوله "تبخرت"!

وهي فعلا كذلك تبخرت، ولكن ما يجري من محاولات تسويق فعل جرمي مخالف للقانون على أنه بطولي، ترى إلى أين سيوصلنا هذا الطرح، ألا يتفق مع محاولات إضعاف الأردن، ولمصلحة من إضعاف هذا البلد، وما تعرض له من حملات تشويه، على مدار عام ونصف العام، ليأتي أخيرا هذا الفصل الذي لا بد أن يخجل منه كل من يؤيد التجاوز على بلدنا.

إن استغلال مساحات التسامح التي أرستها قيادتنا الهاشمية، ومحاولة العبث بمشاعر الناس، من خلال التحشيد لقضية واضحة كالشمس، ومحاولات التسويف ولي الذراع بمبرر فلسطين، التي نحن أكثر من يعرفها، وقدم لها، لا تتسق إلا في أذهان مريضة غارقة بوهم نسأل الله أن تصحو منه!

فالأردن لا يكافأ بهذه الطريقة، وقوة الأردن وشعبه وقيادته ليست بمحل اختبار، أو مزاودة، وما زال البعض يريد نزع أي عقل يحاول أن يجد مقاربة لمن يحب الأردن ويحبه وطنا قويا وبين من ملئت قلوبهم وعقولهم أوهام.

ترى إن نجحت خطة هؤلاء الإرهابيين، وذهبوا إلى مراميهم، وبعدها فروا وهو متوقع، فهل يريدون توريط الأردن بجبهة، وفي سياق ومناخ دولي من لا يدركه فهو جاهل، أو لا يرى إلا مصلحة فئته، بزور وبهتان وقوده مشاعر الناس وعواطفهم.

ترى ماذا يريدون؟ هل يعتقدون أن الأردن بتسامحه يتنازل عن قيد أنملة من سيادته ؟ ماذا يريدون ألا يستمعوا لأصوات الأردنيين؟ هل لا يعنيهم غضب الناس منهم؟ أم يعتقدون أن التستر بشعارات وعناوين الاستدرار العاطفي هي "تقية" تحميهم؟

مهما كان ما يريدون فالأردنيون عنوانهم ملوكهم، وإيمانهم هو بدولتهم، ومواقف المزاودة مهما كان مصدرها فهي صغيرة أمام ما بذلناه، ليأتي اي كان ويلوث الفضاء الأردني بطروحات الوهم، حمى الله جند الحق، وحملة الشعار الهاشمي الشريف وجيشنا العربي المؤمن، وأردننا ملكا وشعبا، من كل مارق.

مواضيع قد تهمك