الصبيحي : قصة القرش الذي حرمَ مشتركاً من راتب التقاعد المبكر

ليسقط "القرش" وليسقط "السيستم" وليحيا الإنسان.!
طلب منّي كثيرون أن أُعلّق على فيديو منشور على "اليوتيوب"، لم أتمكّن من التحقُّق من مدى صحته وزمانه، يتحدث فيه مواطن مشترك بالضمان الاختياري، عن تقديمه لمعاملة تخصيص راتب التقاعد المبكر، وبأنه قد استكمل شروط التقاعد المبكر ويمكنه الحصول على الراتب اعتباراً من شهر آذار (مارس) بعد أن يوقف اشتراكه الاختياري في الشهر الذي سبقه، وتأكّد من فرع الضمان المعني بأنه أصبح فعلاً مستكملاً لشروط التقاعد المبكر، وبأنه مُسدِّد لكامل الاشتراكات المستحقّة عليه.
هذا الشخص، يقول بأنه تفاجأ بموظف التقاعد بالضمان يخبره لاحقاً بأن عليه سداد قيمة الاشتراكات المتبقية عليه، حتى يتمكن من إيقاف اشتراكه وبالتالي تقديم طلب التقاعد، وأن المبلغ المطلوب تسديده عبارة عن قرش واحد فقط، حسب كلامه.!
وبعد تحويله "القرش" والقرش فقط، فوجىء أيضاً بإبلاغه بأنه لن يكون مستحقاً لراتب التقاعد عن شهر آذار، وإننما اعتباراً من شهر نيسان، وأن عليه أن يعيد تقديم معاملة التقاعد، وكان شهر آذار قد دخل، وحيث أن تخصيص راتب التقاعد المبكر يكون وفقاً للقانون من بداية الشهر الدي تقدّم فيه المؤمّن عليه بطلب الحصول عليه، وأن عليه تقديم طلبه في الشهر التالي للشهر الذي أوقفَ فيه اشتراكه.
لقد خسرَ أخونا راتب التقاعد عن شهر آذار، حسب روايته، بسبب "القرش" الذي لم يُدفَع، وكان آخر قرش مطلوب منه لسداد كامل قيمة الاشتراكات المستحقة عليه، وبالتأكيد هو على غير علم بهذا القرش المقيّد على ذمته، ولم يخبره "السيستم" بذلك عبر "مسج" على جهازه الخلوي.!!!
المشكلة في "السيستم" والمشكلة في "التكنولوجيا" والمشكلة في عبودية البشر للسيستم، دون أدنى تفكير.!
ببساطة؛ أنت تستحق الراتب اعتباراً من شهر نيسان وليس من شهر آذار..
هكذا قال له الموظف..!! يعني راتب شهر آذار راح عليك.. بح.!!
ما الحل؛
الحل يلعن أبو التكنولوجيا وأبو أحسن "سيستم"… ولعله من البيروقراطية المقيتة النتنة أن نجعل "السيستم" يحول دون حصول شخص على راتب تقاعد شهر من أجل "قرش" لم يُسدَّده، ولم يبلغه أحد بضرورة تسديده لا الموظف المعني، ولا "السيستم" المحترم.!
الحل تطويع "السيستم" وقبول معاملة تقديم طلب الحصول على راتب التقاعد المبكر المستكملة لجميع الشروط اعتباراً من بداية شهر آذار رغم أنف "القرش" ورغم أنف "السيستم".!!
لا يجوز أن نسمح للبيروقراطية "السيستمية" المقيتة أن تحرم مواطناً أو أي صاحب حق من راتبه التقاعدي وقد استكمل شروطه القانونية من أجل جناب حضرة "القرش" أمّا "السيستم" و "القرش" فليغرقا في البحر.!
لو كنت صاحب القرار لأخذت بروح القانون لا بنصوصه الجامدة، وليسقط القرش وليسقط السيستم وليحيا الإنسان.
(سلسلة توعوية تنويرية اجتهادية تعالج موضوعات الضمان والحماية الاجتماعية، وتبقى التشريعات هي الأساس والمرجع - يُسمَح بنقلها ومشاركتها أو الاقتباس منها لأغراض التوعية والبحث مع الإشارة للمصدر).
خبير التأمينات والحماية الاجتماعية
الإعلامي والحقوقي/ موسى الصبيحي