مسلسل الأميرة ( ضل حيطة ) رسالة عميقة لكل فتاة مقبلة على الزواج

كتبت : الإعلامية بيان مقبل
قبل الزواج تحلم الفتاة بحلمٍ وردي وخلّاب ، برجلٍ يصطحبها برفقته إلى حياةٍ مختلفة، تستطيع من خلالها أن تعيش معه مراحل متنوعة وقفزات جميلة وأن تتغير إلى الأفضل ، تفكر دائماً كيف سيكون شكل النقاش الحميم بينها وبين رجل أحلامها ؟ كيف سيكون طعم اليوم برفقته ؟ كيف ستكون رائحة المنزل الصغير الذي ستبنيه معه بالحب والتفاهم والتقارب؟
وكيف تُعطي أطفالها القيم والتوازن في كل شيء ، حتى فيما يشعرون، وفيما يقررون ، وفي المقابل يقدمون لها ولزوجها الانتماء والجزئية التي تلتصق بهما كزوجين .
ولكن بعد الزواج تستيقظ على كابوسٍ لا نهايةَ له ، تستيقظ على حياة تشاركها مع زوج تكتشفه للمرة الأولى ، زوج لم تعرفه ومازالت لا تعرفه ، كل يوم تكتشف فيه شيئاً جديداً ، وتقع رهينة خوف آخر ، وفي كل يوم تنظر إليه ترى وجهاً مغايراً للوجه الذي كان يرتديه في الليلة الماضية ، وبالطبع ومن المؤكد أنها تزوجت به لأنهم قالوا لها بأنه رجل مختلف ، متعلم ، ناجح في عمله، متوازن، يحترم الحياة الزوجية ، مما تؤدي هذه الاطراءات على وقوعها في حبه ، لكنها حينما تمنح هذا الرجل حياتها ، تكتشف أنها لا تعرفه وأن أُسرتها لم تعرفه ، فمن الممكن أن تكون له سهراته الخاصة ، وعالمه الخاص الذي يتحول فيه إلى رجلٍ تخاف منه كثيراً ، وكل يومٍ يمر في حياتها الزوجية تشعر بالبرد والخوف أكثر ، كيف اختلف هذا الرجل بعد الزواج؟ وكيف لها أن تعيش مع زوج لم يعد يطابقها في القيم؟ كيف ستكمل الطريق معه بعد أن تخيلت أنه فارس أحلامها واكتشفت بعد الزواج أنه رجلٌ يسعى لتشويه تلك الأحلام !
هذا ما يناقشه المسلسل المصري الأميرة ( ضل حيطة ) ، التي تتعرض بطلته ( زينب ) لصدمةٍ كبيرة بعد زواجها من ( أسامة ) الذي أحبته ووثقت به وقررت بأن تكمل طريقها معه ، فقد كشفت أخطاءه وعيوبه الغير محتملة ، وربما جاهر ( أسامة ) بها دون أن يخجل ، وهو يعلم أن زوجته ( زينب ) لا تستطيع أن تفعل شيئاً حيال تلك الحقيقة لأنها ببساطة أصبحت شريكة حياته ، فتقف حائرة في حياة لا تعرف كيف تكمل الطريق فيها ، وكيف تُنهيها !
إذاً نلتمس هنا من العمل رسالة عميقة ومغزى غائر ، أن يكون هناك لقاءات كثيرة بالشاب المتقدم قبل عقد القران ، ولابد أن يحدث اللقاء المباشر بين الفتاة والشاب ، وأن يدور بينهما الحوار والنقاش في حضرة الأسرة حتى تتم معرفة الرجل عن قرب ، فهناك أموراً لا تُكتشف إلاّ بالاتصال المباشر مع الخاطب ، فربما لديه حياة سلبية يعيشها بالخفاء تختلف تماماً عن حياة التوازن والهدوء والعقلانية التي أظهرها للفتاة وأسرتها ولم يخبر بذلك ، ولابد من التعرف عليه من نواحٍ عدة ، من ناحية اجتماعية ، دينية وأخلاقية ، حتى تكون الصورة قبل الزواج واضحة ، فالمظاهر في بعض الأحيان محتالة ومخادعة .
في نهاية مقالتي أود أن أقول ، أن كثيراً ما تكون المرأة ضحية حياة زوجية غير متكافئة مع رجل تزوجت به وبنت عليه آمالاً كبيرة ثم خيّبها ، وذلك نتيجة عدم اتضاح الرؤية العميقة لها قبل الزواج ، لأن الزواج مؤسسة مصيرية لا يتم الكشف عنها إلاّ بعد التجربة ، فإمّا أن تسعد المرأة بها أو تتعس في حياتها .
( احرصي ولا تكوني زينب ) ...