نغوي: الهيئة العامة منحت الشباب فرصة قيادة «الأهلي»

عمان - عبدالحافظ الهروط
عُرف النادي الاهلي بتاريخ حافل بالبطولات الرياضية، حيث تفيض خزناته بالكؤوس في ألعاب شتى، وأنه مؤسسة لا تتوقف خدماتها عاماً واحداً على العمل الرياضي وإنما في مجالات ثقافية واجتماعية وفنية وتقديم مساعدات خيرية وإغاثية مثلما تبنى قضايا وطنية مشهودة خلال مسيرته الطويلة.
ويستند الأهلي إلى مشاريع استثمارية اجترحتها عقول نيّرة، جعلته اكثر الأندية الأردنية نجاحاً ونموذجية في تأدية رسالته التي تأسس من أجلها.
في زاوية «قبل الإفطار» تحدث لـ «الراعي شاب طموح محب للعمل التطوعي، اكتسب الخبرة من رجالات تناوبت على خدمة الأهلي لعقود بدأت عند تأسيسه في الأربعينيات من العقد الماضي.
فقد برز رئيس النادي عوني نغوي الذي يقود حالياً مع زملائه مسؤولية مجلس الادارة وبدعم من الهيئة العامة ومحبي » القلعة البيضاء»، وذلك خلال فوزه بعضوية الادارة والمشاركة في لجان عديدة، لسنوات.
-كيف ترى الاهلي؟
وجدت نفسي منذ الصغر، ومع أقران السن والمدرسة، تقودني قدماي إلى بيت ثانٍ هو النادي الاهلي، فقد ورثت هذا الحب من والدي والأقرباء والأصدقاء، ممارساً لعديد الألعاب.
عام ٢٠٠٨ كنت عضواً عاملاً، قبل أن أتولى رئاسة لجنة كرة اليد ومديراً مالياً، لينجح النادي الذي تسلّم رئاسته، حينها، يحيى بيشة بتسديد الديون كافة، وهذا إنجاز في عُرف وعمل ادارات الأندية.
عام ٢٠٢٢ تسلمت رئاسة لجنة السلة وبعد سنتين ترشحت لرئاسة النادي، وهنا أقدّر للهيئة العامة التي منحت الشباب مسؤولية القيادة(متوسط أعمار أعضاء الادارة ٤٢ عاماً).
هذه المسؤولية جاءت لمشاركات تراكمية في الانتخابات التكميلية، وهدفها إعداد العنصر الشبابي وإكسابهم خبرة الادارة النادوية، ومراكمة إنجازات على ما سبقهم من أشخاص قدموا للنادي الجهد والوقت والمال.
لذا، فإنني بإسمي وزملائي في مجلس الادارة، ومن منبر الرأي التي أحرص على قراءتها، نقدم شكرنا للهيئة العامة على هذه الثقة الكبيرة، وهي مسؤولية إضافية نتحملها لخدمة الأهلي.
وعند الحديث عن العمل النادوي، أيضاً، فإن من نجاحات أي ناد، وجود لجان نشطة تستثمر الوقت والجهد وما لديها من قدرات وأفكار متجددة، تبدأ بايجاد بيئة مشجعة للأعضاء والمجتمع المحلي ليترددوا على النادي باستمرار، وهذ يتطلب وجود بنية ومرافق متطورة تلبي احتياجاتهم.
التعامل مع الإحتراف؟
واقع الأندية الأردنية، حالياً، يشير إلى عدم قدرتها على الاحتراف، لا في الجانب الإداري ولا المالي، والأصل أن تكون الاندية مدركة لمتطلبات وشروط الاحتراف من حيث وجود المرافق الحديثة والقدرة المالية للإنفاق على فرقها وتسويق اللاعبين ووجود رابطة لتنظيم الدوري.
قد تكون بعض الشروط متوافرة ولو بالحد المقبول، إلا أن معظم انديتنا مديونة بمبالغ طائلة، وهناك أندية عليها قضايا دولية رفعها بعض لاعبيها، عوضاً عن أن كثيراً من أنديتنا مرافقها لا تسمح لها بجلب استثماريين، أو القيام بمشاريع استثمارية ذاتية.
في الاهلي ليس علينا أي قضية، ونتطلع لاستثمار أرض نتوسع من خلالها بإقامة مشاريع لتكون لدينا استدامة مالية، كون الدعم المقدم من اتحاد كرة القدم ومساهمة وزارة الشباب، لا يفي بسد احتياجاتنا.
لدينا فرق عديدة ونتبنى قضايا مجتمعية ورعاية شبابية في مجالات رياضية وثقافية وفنية، ونتطلع لنستثمر بأبناء النادي من الفئات العمرية بديلاً عن اللاعبين المحترفين، بالإضافة إلى تأسيس أكاديميات، وصولاً بالنادي ليكون قادراً على الإنفاق ذاتياً.
ينفق النادي شهرياً نحو ٧٣ ألف دينار، وهذا مبلغ ضخم، ولأن احتراف فريق كرة القدم، مكلف على وجه الخصوص، فقد حددنا ميزانية تتماشى مع إمكاناتنا بقيمة ٣٠٠ ألف دينار آخذين بعين الاعتبار المواءمة بين الاحتراف والانتماء للنادي من خلال اعتماد الفئات العمرية وتمثيلها في الفريق، حتى أننا حددنا سقف اللاعب المحترف حسب مستواه الفني، وحاجة الفريق لمركز من مراكز اللعب.
نعم ننظر للفوز بأي بطولة، وفي بطولات كرتي السلة واليد يعُد النادي الاهلي من أبطالها. في الجانب الفني، فإن فرقة الفلكلور في النادي، حاضرة دائماً في المناسبات الوطنية والمهرجانات الأردنية والخارجية، وهي محل تقدير واعجاب الجهات المستضيفة، وتحظى بتوجيه الدعوات لها.
دور النادي في خدمة المجتمع؟
الاهلي منفتح على جميع شرائح المجتمع، في تقديم الخدمة والمشاركة في جميع نشاطاته، والأهالي مطمئنون على أبنائهم وبناتهم عند دخول النادي في مختلف مشاركاتهم، حتى أننا نتابع أحوالهم الدراسية والجامعية، ونقدم لهم المساعدة في تدريسهم من خلال اتفاقياتنا مع الجامعات.
إلى جانب هذه الخدمات، فنحن نقدم المساعدات الخيرية والإغاثية في إطار النهج الأردني، محلياً وعربياً ودولياً.
بماذا تطالب الحكومة؟
الأندية تحمل رسالة وطنية كأي مؤسسة أخرى، ويترتب عليها أعباء مادية لاعتبارات كثيرة تعود منها إلى أعداد الفرق الرياضية وتوفير البيئة الحاضنة للرواد والزوار وخدمات المرافق وصرف الرواتب وأثمان المياه والكهرباء.
وللأسف، أن هناك من الجهات الحكومية ما تنظر إلى الأندية بأنها مؤسسات ربحية، وهذه نظرة ليست في محلها على الإطلاق، ذلك أن جميع موارد النادي، أي ناد، هو ينُفق على المرافق والنشاطات واللاعبين وملابسهم، ولا يدخل دينار واحد إلى جيب أي عضو في الادارة أو في الهيئة العامة.
لذا أطالب الحكومة بإعفاء المقتنيات والملابس الرياضية من الرسوم الجمركية وكذلك الضرائب ورخص المهن.
-كيف ترى الإعلام؟
تقع عليه مسؤولية وطنية كبيرة، وليست الرياضية وحدها، أُطالب المؤسسات الإعلامية التعامل بالنزاهة والموضوعية مع جميع الأندية.
شخصياً أميل إلى الصحافة الورقية، وأنحاز إلى (الرأي).
مشاريع مستقبلية؟
لدينا تطلعات لاستثمار الموقع الرديف في منطقة غمدان كما قررنا العودة إلى إقامة البازر وسيكون في منتصف تموز من هذا العام، وعلى الصعيد الرياضي تنظيم بطولتين دوليتين في القدم والسلة للفئات العمرية في آب المقبل. —برامج النادي في رمضان؟
إقامة محاضرات دينية وأمسيات شعرية وتوعوية ونشاطات ترفيهية.
طقوسك خلال رمضان؟
إلى جانب تأدية العبادات، فأنا في التزام دائم في بيتي الأول، المنزل، وبيتي الثاني وهو النادي، واعتبرهما «عائلة واحدة».
ــ الراي