تفاصيل خطة انتقامية لمقتل سليماني.. كيف سقط جندي أمريكي سابق في فخ مكتب التحقيقات الفيدرالي؟

كشفت وزارة العدل الأمريكية عن
تفاصيل اعتراف عنصر سابق في البحرية الأمريكية بالتخطيط لمهاجمة قاعدة
بحرية في منطقة البحيرات العظمى بولاية إلينوي، انتقامًا لمقتل قائد "فيلق القدس” الإيراني، قاسم سليماني، الذي اغتالته الولايات المتحدة في غارة جوية عام 2020.
ووفقًا لوثائق المحكمة، أقر الجندي السابق شوانيو هاري بانغ، البالغ من
العمر 38 عامًا، بأنه مذنب، في محكمة فيدرالية في شيكاغو، بتهم تتعلق
بالتآمر، ومحاولة الإضرار بممتلكات ومنشآت الدفاع الوطني الأمريكي، وذلك
بعد أن خطّط، بالتعاون مع جهات يُزعم أنها تابعة لإيران، لتنفيذ هجوم على
قاعدة البحرية الأمريكية في منطقة البحيرات الكبرى.
سأل بانغ موظف مكتب التحقيقات الفيدرالي السري عما إذا كان يبحث عن أقصى قدر من الضرر، فأجاب الموظف أنه كان كذلك
بدأ بانغ خدمته في البحرية
الأمريكية في فبراير 2022، حيث تمركز في القاعدة البحرية الواقعة بمنطقة
البحيرات العظمى. لكن التحقيقات كشفت أنه قبل انضمامه إلى البحرية، كان قد
بدأ بالفعل محاولاته للتواصل مع جهات خارجية بهدف تنفيذ هجوم على منشآت
عسكرية أمريكية.
في عام 2021، تواصل بانغ مع شخص في كولومبيا لمناقشة خطته، والذي بدوره
أوصله إلى موظف سري في مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) كان يتظاهر بأنه
تابع للقوات المسلحة الإيرانية. وعبر هذا الموظف، بدأ بانغ تنسيق خطته،
التي تضمنت استهداف القاعدة البحرية بالإضافة إلى مواقع أخرى في شيكاغو.
بحسب وثائق المحكمة، التقى بانغ والشخص الكولومبي عدة مرات، وناقشا تفاصيل الهجوم، حيث وافقا على مساعدة "القوات الإيرانية” الوهمية في تنفيذ مخطط داخل الولايات المتحدة. ولم تقتصر المناقشات على
التخطيط فقط، بل تناولت كذلك تفاصيل مالية، إذ طالب بانغ وشريكه بمبلغ
مليون دولار مقابل مساهمتهما في العملية.
في خريف 2022، تطورت المؤامرة إلى مرحلة أكثر خطورة، حيث عقد بانغ ثلاثة
اجتماعات مع العميل السري لمكتب التحقيقات الفيدرالي في ليك بلاف، إلينوي،
وقام خلال هذه اللقاءات بتسليم صور ومقاطع فيديو لمواقع داخل القاعدة
البحرية، كاشفًا بذلك تفاصيل حساسة عن المنشأة العسكرية.
محاولات تنفيذ الهجوم
في أحد الاجتماعات، سأل بانغ العميل السري: "هل تبحث عن أقصى قدر من الضرر؟”، فأجابه العميل بالإيجاب، ما دفع بانغ إلى اتخاذ خطوات عملية لدعم المؤامرة.
تبادَل بانغ وشخص موجود في كولومبيا رسائل ناقشا فيها المطالبة بدفع مليون دولار مقابل مساعدتهما في المؤامرة
وافق الجندي السابق على توفير
زيين عسكريين أمريكيين، ليتمكن "المهاجمون” من دخول القاعدة دون إثارة
الشبهات، بالإضافة إلى هاتف محمول يمكن استخدامه كجهاز تفجير. وكمقابل
لخدماته، حصل بانغ على دفعة أولية قدرها 2000 دولار من العميل السري.
وفي اجتماع آخر في أكتوبر 2022، تلقى 3000 دولار كدفعة جديدة لمساعدته في
تنفيذ الهجوم، وأرسل منها 1000 دولار إلى شريكه في كولومبيا.
مع تقدم التحقيقات، تمكّن مكتب التحقيقات الفيدرالي من جمع أدلة كافية ضد
بانغ، ما أدى إلى اعتقاله وتوجيه تهم التآمر ومحاولة الإضرار بمنشآت الدفاع
الوطني.
ويواجه بانغ عقوبة تصل إلى 20 عامًا في السجن، وفقًا للقانون الفيدرالي الأمريكي.
ولا تزال التحقيقات جارية للكشف عن أي صلات أخرى قد تكون لدى بانغ بأفراد أو جماعات تسعى لاستهداف المصالح الأمريكية.
(وكالات)