الملك.. جهد إنساني ودبلوماسي لا ينقطع
منذ اندلاع الحرب في غزة، كان الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في طليعة القادة العرب الذين أكدوا التزامهم بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناته، ومنذ اللحظات الأولى للحرب، أصدر الملك توجيهاته الفورية لتكثيف جهود الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية في تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لغزة.
إلى جانب الدعم الإنساني، قاد الملك جهودًا دبلوماسية مكثفة لحشد الدعم الدولي لوقف التصعيد في غزة، محذراً مرات عديدة من التبعات الكارثية لاستمرار العنف في غزة، وأن القضية الفلسطينية جوهر الاستقرار في المنطقة.
وبرز دور الملك عبدالله الثاني منذ السابع من أكتوبر كقدوة في التوازن بين العمل الإنساني والدبلوماسي، حيث يواصل دعم غزة على كل المستويات، محققًا رسالة الأردن الثابتة في دعم الأشقاء الفلسطينيين مهما كانت التحديات، ومهما علت الكلف.
جغرافيا، اختار المرة هذه المرة الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، ليؤكد منها أهمية الدور المحوري الذي تقوم به الهيئة الخيرية الهاشمية في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية؛ بهدف تخفيف معاناة أهل قطاع غزة، وتعزيز صمودهم في وجه الظروف القاسية.
وسط ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد يعيشها الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، حيث يعاني المدنيون من حصار خانق ونقص حاد في الاحتياجات الأساسية، تستجيب الهيئة الخيرية للتوجيهات الملكية بإرسال أكبر قافلة مساعدات إلى غزة، في تأكيد لا يقبل الشك على رسالة الأردن الإنسانية والقومية، وتضامنه مع الأشقاء الفلسطينيين في كل الظروف.
وتعد هذه القافلة إحدى أكبر القوافل التي تم تجهيزها من قبل الهيئة الخيرية الهاشمية، إذ تتضمن مواد غذائية وطبية وإغاثية تلبي احتياجات الأسر المتضررة.
بلغة الأرقام الأردنية، نحن نتحدث عن استفادة أكثر من 23 ألف أسرة تتلقى مساعدات غذائية وتعليمية وكسوة شهرياً من الهيئة، ليس في قطاع غزة وحسب، بل إن مظلة مساعدات الهيئة الإغاثية والغذائية والطبية والدوائية وصلت إلى 42 دولة متضررة من الكوارث الطبيعية والحروب والمجاعات، واستفاد منها نحو 1.4 مليون شخص.
بلغة الأرقام أيضا، الأردن أرسل 53 طائرة تحمل مواد غذائية وإغاثية لغزة، وأرسل 16 طائرة حملت 210 أطنان من المواد الإغاثية والغذائية والطبية، و8 طائرات عمودية حملت مواد طبية وغذائية وصحية، و3 قوافل حملت 563 طنا من المواد الإغاثية والغذائية والطبية.
كما نفذت القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي 390 إنزالا جويا، وسير الأردن 138 قافلة عبر الجسر البري بواقع 4872 شاحنة محملة بالمساعدات، إلى جانب تمكن اكثر من 245 مستفيدا عادوا لحياتهم اليومية بعد تركيب أطراف اصطناعية.
بقي أن نقول إن زيارة الملك عبدالله الثاني للهيئة الخيرية الهاشمية تأتي في سياق التزام الأردن بمبادئه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وتعكس رؤية القيادة الهاشمية في تعزيز التضامن العربي والإسلامي ودعم الجهود الإنسانية التي تعزز الاستقرار والكرامة الإنسانية في المنطقة.