ندوة حول دور تطوير التعليم في الرفاه الاجتماعي بالجامعة الأردنية
قال رئيس اللجنة الإدارية في مجلس الأعيان، العين توفيق كريشان، إن التعليم
العمود الفقري لأي مجتمع يسعى إلى تحقيق التقدم والازدهار، وهو ركيزة
إستراتيجية مهمة للنمو الاجتماعي والاقتصادي في الأردن.
وأضاف، في ندوة
حوارية استضافته فيها كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية بعنوان
"تطوير التعليم لتحقيق الرفاه الاجتماعي والتنمية المستدامة في المجتمعات
المحلية"، أن ما أولاه جلالة الملك من جهود لتطوير التعليم يعد ركيزة
أساسية لبناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة، عبر متابعته الحثيثة في تنفيذ
الإستراتيجيات والمبادرات التي تهدف إلى تحسين التعليم العالي، وربطه بسوق
العمل
وأشار كريشان إلى جهود جلالته في دعم دور المعلمين وتعزيزه، عبر
تدريبهم وتوفير الحوافز لهم؛ ليصبحوا عوامل تغيير إيجابية في النظام
التعليمي، وجهوده في بناء شراكات دولية لدعم قطاع التعليم؛ وهذا أسهم في
جلب استثمارات وتمويلات من منظمات دولية؛ مثل اليونسكو، والبنك الدولي لدعم
المشاريع التعليمية في الأردن.
ولفت كريشان خلال الندوة التي حضرها
رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات إلى حرص الحكومة على التعاون مع القطاع
الخاص، والمنظمات الدولية؛ لتطوير بنية التعليم التحتية، وتوفير بيئات
تعليمية حديثة ومبتكرة، واهتمامها بالتدريب المستمر للكوادر التعليمية، بما
يواكب التوجهات العالمية الحديثة، إضافة إلى سعيها إلى تعزيز الشراكات مع
الجامعات والمؤسسات التعليمية الدولية؛ لفتح آفاق جديدة للتعاون الأكاديمي،
وتبادل الخبرات؛ وهذا يسهم في إعداد كوادر بشرية مؤهلة، تلبي احتياجات سوق
العمل.
وشدد على ضرورة التركيز على التعليم المهني والتقني، وتشجيع
الطلبة الملتحقين به، خاصة أن نسبة الطلبة الملتحقين بالتعليم التقني
والمهني في الأردن تعد منخفضة حسب المعايير الدولية؛ إذ تبلغ نسبة الالتحاق
بالتعليم المهني في المرحلة الثانوية حوالي 32 بالمئة من مجموع الطلبة
وفقا لتقرير صادر عن منظمة اليونسكو.
وبين كريشان أهمية زيادة نسبة
الطلبة الملتحقين ببرامج التعليم والتدريب المهني والتقني، وهو ما تحرص
الحكومة عبر تطوير برامج التعليم التقني، وتحفيز الطلبة على الالتحاق بها؛
لتلبية احتياجات سوق العمل، ووضع خطط إجرائية تتضمن تحليل احتياجات سوق
العمل المحلي، لافتا إلى أن التعليم التقني يواجه تحديات قد تعيق تحقيق
المستوى المطلوب، بما في ذلك نقص المدارس المهنية، والتصورات المجتمعية
السلبية تجاه هذا النوع من التعليم.
ودعا إلى تبني مقاربات شمولية؛
لتطوير التعليم، خاصة فيما يتصل بالبنية التحتية للمدارس في المناطق
الريفية والبدوية، وتدريب المعلمين على استخدام التقنيات الحديثة، وزيادة
الاستثمارات في التعليم التقني والمهني، وربط المناهج باحتياجات سوق العمل.
وقدم
كريشان مقترحات عملية تهدف إلى تعظيم دور التعليم في تحقيق الرفاه
الاجتماعي، والتنمية المستدامة، مؤكدا أهمية تحسين البنية التحتية
التعليمية، بما في ذلك إنشاء مدارس جديدة، خاصة في المناطق الريفية
والبادية، وتحديث المعدات في المدارس الحالية.
كما دعا إلى ضرورة تضمين
مفاهيم التنمية المستدامة ضمن المناهج الدراسية، وتحديث المحتوى بما يتناسب
مع احتياجات العصر، وتوجيه التعليم لخدمة المجتمع المحلي عبر إشراك الطلبة
في مشاريع تنموية محلية.
من جهته، عرض عبيدات لرؤيته حول التعليم الذي
يطمح إليه الأردن في المستقبل، وما تطمح الجامعة الأردنية إلى تحقيقه ضمن
منظومتها التعليمية، وترجمته على أرض الواقع، وذلك عبر خطتها التي وضعتها،
وجرى البدء في تنفيذها مطلع العام الحالي؛ كإعادة النظر في الخطط الدراسية
كلها، وإدخال مساقات تتصل بالمهارات اللغوية، ومهارات سوق العمل، والإعداد
الوظيفي لتهيئة الطلبة، وتعزيز تنافسيتهم في سوق العمل، وطرح مساقات تركز
على المهارات الناعمة، والمهارات المتصلة بالتخصص الدراسي؛ لتخريج جيل قادر
على النهوض بمجتمعه، ودمج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي فيها بما ينسجم
مع أفضل الممارسات العالمية.
وقال:"إن الاستثمار في رأس المال البشري،
هو أرقى أنواع الاستثمار؛ فكانت "الأردنية" أروع صور هذا الاستثمار؛
لإيمانها بأن التعليم ونوعيته المحرك الرئيس لرفاه الشعوب؛ واصفا التعليم
بالعدو اللدود للفقر، والعوز، والجوع، والتهميش"، لافتا إلى أن الجامعة
الأردنية التي سميت بهذا الاسم؛ جاءت لتعكس حقيقة ما تكون، الجامعة التي
ستبقى جامعة الوطن والأردن.
بدوره، أكد عميد كلية العلوم التربوية
الدكتور محمد الزيود أهمية التعليم، بوصفه عاملا أساسيا في تنمية
المجتمعات، وتحقيق الرفاه الاجتماعي، مشيرا إلى أن دور التعليم لا يقتصر
على تمكين الأفراد بالمعرفة والمهارات، بل يمتد ليكون أساسا لبناء مجتمع
متماسك قادر على مواجهة التحديات.
--(بترا)