تستعد هيئة تنظيم المنافسة البريطانية لإصدار إجراءات تهدف إلى حل قضايا المنافسة في صناعة الحوسبة السحابية التي تبلغ قيمتها عدة مليارات من الجنيهات الإسترلينية.

قالت مصادر، إن هيئة المنافسة والأسواق تستعد للكشف عن قرارها المؤقت الذي يوضح بالتفصيل الإجراءات التي تعالج الممارسات المناهضة للمنافسة في القطاع بعد تحقيق استمر شهورًا في السوق.

أضافت المصادر أن إجراءات علاج سوق الحوسبة السحابية قد يتم الإعلان عنها في غضون الأسبوعين المقبلين.

وكانت الهيئة التنظيمية قد حددت لنفسها في السابق موعدًا نهائيًا من نوفمبر إلى ديسمبر 2024 لنشر قرارها المؤقت. خدمات البنية التحتية السحابية هي سوق تهيمن عليه شركتا التكنولوجيا الأميركيتان العملاقتان أمازون ومايكروسوفت.

"أمازون" هي أكبر لاعب في السوق، حيث تقدم خدمات سحابية عبر ذراعها أمازون ويب سيرفيسز (AWS). فيما "مايكروسوفت" هي ثاني أكبر مزود، حيث تبيع منتجات سحابية تحت وحدتها مايكروسوفت أزور.

يعود تاريخ تحقيق هيئة المنافسة والأسواق إلى عام 2022، عندما أطلقت هيئة تنظيم الاتصالات في المملكة المتحدة أوفكوم دراسة سوقية تبحث في هيمنة عمالقة السحابة أمازون ومايكروسوفت وغوغل.

أحالت أوفكوم بعد ذلك مراجعة السحابة إلى هيئة المنافسة والأسواق لمعالجة قضايا المنافسة في السوق.

لماذا تشعر هيئة المنافسة والأسواق بالقلق؟

من بين القضايا الرئيسية التي من المتوقع أن تعالجها هيئة المنافسة والأسواق من خلال الحلول السلوكية الموصى بها، ما يسمى برسوم "الخروج" التي تفرضها الشركات لنقل البيانات من سحابة إلى أخرى، ورسوم الترخيص التي يُنظر إليها على أنها غير عادلة، والخصومات على الكميات، وقضايا التشغيل البيني التي تجعل من الصعب تغيير البائع.

وبحسب مصادر، هناك فرصة لاستبعاد غوغل من نطاق حلول المنافسة نظرًا لصغر حجمها مقارنة بـ شركتي أمازون ويب سيرفسز ومايكروسوفت أزور.

كيف يمكن إصلاح الأمر؟

قالت الهيئة الرقابية في ورقة عمل في يونيو إنها "في مرحلة مبكرة" من النظر في العلاجات المحتملة.

وتضمنت الحلول المطروحة في ذلك الوقت فرض ضوابط الأسعار التي تحد من مستوى رسوم الخروج، وخفض الحواجز الفنية أمام تبديل مقدمي الخدمات السحابية، وحظر الاتفاقيات التي تشجع الشركات على الالتزام بمزيد من الإنفاق في مقابل الحصول على خصومات.

ومن بين التدابير المثيرة للجدال التي قالت الهيئة التنظيمية إنها تدرسها إلزام مايكروسوفت بتطبيق نفس التسعير على برامجها بغض النظر عن السحابة التي تستضيفها - وهي الخطوة التي سيكون لها تأثير كبير على هياكل التسعير الخاصة بشركة مايكروسوفت.