علاء القرالة : «الحكومة» بمشهد غير مألوف
الاشتباك المباشر مع المواطنين والمستثمرين والقطاع الخاص امر مهم لكسر «الحالة الروتينية» والجمود في العلاقة التي كانت سائدة بالماضي ما بين الحكومات والمجتمع المحلي بمختلف مكوناته،وهذا ما شهدناه امس عند انعقاد مجلس الوزراء في محافظة الكرك كأول محطة لها «خارج الرابع»، فهل تستمر الحكومة ؟.
على مايبدو اصرار «رئيس الوزراء» وفريقه على العمل الميداني له اسباب اهمها اختصار حلقات الوصل ما بين الحكومة والمواطنين واشراكهم في القرارات وصنعها وبما يخدم المصلحة العامة ويلبي طموحاتهم بتقديم خدمات ذات جودة عالية وبما يليق بالمواطن الاردني،والاهم قناعة الرئيس بقاعدة «ما بحك جلدك الا ظفرك» مدركا ان ما يسمع ويرى مباشرا غير ما ينقل ويصور، ورسالة عنوانها «الحكومة منكم واليكم».
الرئيس لدية قناعة راسخة بان «المحافظات الاردنية» فيها مخزون كبير من الفرص التي تحتاج الى اخراجها واستغلالها بما يعود بالنفع على سكانها"سياحيا واستثماريا وزراعيا"وتتمتع بميزات نسبية فريدة، الا انها غير مستغلة وتحتاج لمن يقرع خزانها وينبش فيه لاخراجها وترجمتها على ارض الواقع لتنعكس على كافه اهالي المحافظات لتتحول من طاردة لجاذبة.
خلال السنوات الماضية كان هناك «جدار جليدي» ما بين المواطن والحكومات المتعاقبة ما ساهم في خلق حاله من عدم الثقة باغلبها، ولعل اذابة الجليد وهدم« الجدار العازل» بين الحكومة والمواطنين والمستثمرين والقطاع الخاص اهم ما تسعى اليه الحكومة الان لاستعادة الثقة المنزوعة واعادة بنائها على اساس التشارك في البناء والاستفادة من التنمية وتعميمها على الجميع لقناعتها بان المواطن هو اساس التنمية الحقيقي.
بالامس جميعا شاهدنا مشهدا «غير مألوف» سابقا ويكمن بانعقاد مجلس الوزراء الروتيني خارج اسوار الرابع وبكامل اعضائه وبشكله الطبيعي، كما ان هذا الانعقاد جاء مصحوبا باجتماعات ولقاءات مع مختلف فعاليات محافظة الكرك من بلديات ومجلس محافظة وقطاع خاص ومستثمرين ومزارعين ونواب واعيان، واستمعوا مباشرة لكل ما يريدونه ويطمحون به مشركينهم بما ستقدمه الحكومة للمحافظة والجدول الزمني لها.
خلاصة القول، انعقاد مجلس الوزراء في المحافظات «خطوة ممتازة» وبالاتجاه الصحيح لاعادة الثقة ورسم معالم المرحلة القادمة في العلاقة ما بين الحكومات والمواطن، والاهم انها تقلص حلقات الوصل والترابط ما بين مكونات المجتمع والسلطة التنفيذية دون وسطاء، فالحكومة اليوم اقرب للجميع من اي وقت مضى، فهل تستمر الحكومة بعملها الميداني وهذا الانفتاح ام انها نشوة البدايات، سنراقب ونحكم على النتائج. ــ الراي