اسماعيل الشريف يكتب : الفخ
المخادع فقط يستطيع أن يكون ذا وجهين، والأغبياء يصدقونه والمجرمون يصفقون له- جلال الخوالدة، روائي وكاتب أردني
في اليوم الأول من اشتعال الحرب مع حزب الله قدمت الولايات المتحدة مقترحا لإيقاف العدوان الصهيوني بناء على تفاهمات مع نتن ياهو اتفقت عليها.
كان هذا فخًا من نتن ياهو منصوبا لحزب الله أراده أن يقع فيه!
فالتفاهمات التي تحدثوا عنها كانت تتضمن تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701 كشرط لإيقاف الحرب، هذا القرار الذي صدر في العام 2006 وبموجبه أوقفت حرب الكيان الصهيوني مع حزب الله، وتضمن الدعوة إلى نزع سلاح الجماعات المسلحة في لبنان بما في ذلك حزب الله والـتأكيد على حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وانسحاب حزب الله إلى ما يلي النهر الليطاني من الشمال، ليصبح جنوبه منطقة منزوعة السلاح بعمق سبعة كيلومترات، بالإضافة إلى وقف الأعمال العدوانية وتعزيز قوات اليونيفيل.
وتضمنت التفاهمات أيضا فض ارتباط ساحات المقاومة، حيث تحدثت عن وقف إطلاق النار في لبنان فقط وإعادة المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة التي يعرقلها نتن ياهو أصلا.
كان يعلم نتن ياهو أن حزب الله سيرفض هذا الاقتراح!
ولكنه أراد أن يأخذ هذا الرفض معه إلى الولايات المتحدة حين يقف على منصة الأمم المتحدة مقدما نفسه كرجل سلام وافق على وقف الحرب على غزة فيما رفضها الحزب.
ولكن كما تقول الأمثال الشعبية الأردنية «حساب القرايا مش مثل حساب السرايا» أي تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد أفشل بن غفير وسموتريتش خطته بإعلانهما فورا عندما أعلنت الولايات المتحدة عن اقتراحها، فقالا بصوت واحد لو وافق نتنياهو على مبادرة الولايات المتحدة فسوف يستقيلان، بالطبع سينهار مجلس حرب نتنياهو وبعده حكومته، وسيذهب بعدها نتن ياهو إلى السجن. وهكذا أفشلا الخطة قبل أن يرفضها حزب الله.
خاف نتن ياهو أن يصدق حليفاه في تهديدهما لذلك تراجع عن تفاهماته مع الولايات المتحدة.
ذهب إلى الأمم المتحدة دون شيء يقدمه سوى أنه مجرم حرب، فغادرت وفود كثيرة القاعة عندما أخذ المنصة، وجوبه بأصوات استهجان فيما صفق له الكمبارس الذين جيء بهم لتأييده إضافة إلى المجرمين الآخرين على شاكلته، وكان منظرا سرياليا وهو يتحدث عن السلام مع المملكة العربية السعودية الشقيقية، فيما تسلط الكاميرا على مقاعد البعثة السعودية التي كانت فارغة!
لن يتوقف الكيان عن خطته الأساسية بتدمير قدرات حزب الله وفك وحدة ساحات المقاومة مهما كان الثمن!
والكرة الآن بمرمى الحزب هل يستسلم أم يشعل الكيان، هذا ما ستكشفه أيام الحرب القادمة؟
ــ الدستور