الأخبار

بشار جرار : تعالوا نحوسبها بدون حسبة!

بشار جرار : تعالوا نحوسبها بدون حسبة!
أخبارنا :  

في علوم التسويات وفنونها يدعو دعاة السلام إلى تصفير النزعات بمعنى حلها عبر إزالة موجباتها أو تفاديها حتى لا تصل الأمور إلى معادلة صفرية يخسر فيها الجميع. «نربح معا» هي غاية الحكماء والنبلاء. فما للبعض يصر على عقلية الحصن وذهنية الهوس بالخصومة لا المنافسة فقط؟ قد يكون الحل في منح ذلك البعض، بعضا من الشعور بالأمان. معلوم في عالم الطبيعة، أن كثيرا مما نصفها أو نظنها كائنات عدائية هي في حقيقة الأمر الأكثر ضعفا وخوفا الى حد الهلع والفزع. الفزعة لها مدخلها السريع وطريقها الآمن الذي يبدأ بكلمة خفيفة على اللسان كبيرة في الوجدان بأن السلام عليكم، ولكم الأمان الآن وغدا.
تختلف حسابات المحاورين والعاملين وتلك من سنن الله في الكون كله لا قريتنا الصغيرة أو منطقتنا وحدها. لعل من أسباب الشقاق والنزاع هو الاستناد إلى منطق الحساب الأولي بأن الحياة إما رابح وإما خاسر، وأن أي نشاط لا بد أن ينتهي بواحد مقابل صفر، دون الإقرار بخيار التعادل ولو مرحليا، صفريا كان أم آحادا. لكن ثمة بديل عن الحساب البدائي، قد توفره الحوسبة وقد بلغ الذكاء الصناعي مبلغا مذهلا ما زال واعدا لتحقيق المزيد ربما في بضع سنين.
هلّا جربنا الحوسبة بدلا من الحساب؟ جميع ما نحن في صدده جماعات وأفرادا، حكومات وبرلمانات وأحزابا، جميعه أو أقله معظمه قابل للحوسبة في معادلة لوغرتماتية «ترضي الله» كما نقول في لهجاتنا المحكية. ولعل البداية فيما يجمعُ الناس ويجمعون عليه. من الحكمة طرح الخلافات وكل ما يثير الجدل جانبا أو النأي بالنفس عنها، لريثما يتم إنجاز ما لا يمكن الاختلاف عليه. نريد على سبيل المثال، التحرر من القيود كافة، بجميع أنواعها. نريد قطعا التحرر من الإدمان أو حتى مجرد تجريب أي شيء خطر باسم وهم «الكيف» أو سراب «المزاج» العالي دائما! معركتنا إذن في مكافحة السموم المسماة المخدرات والمنشطات والمسكرات الخطرة بأنواعها والتدخين بكل أشكاله وألوانه وسمومه، هذه المعركة كسبها هيّن وربحها عظيم. أقول هيّن دونما استخفاف بالمعيقات، لكن النجاح دربه معروف ومجرّب وهو في الأصل قرار فردي بيد كل فرد منا.
إنما هي خطوات صغيرة يتم تكبيرها وتصعيد وتيرتها تباعا حتى نصل جميعا إلى الهدف المنشود. لا تختلف جميع القوى الممثلة تحت القبة وخارجها على هذا الهدف سواء كان من روافده الجانب الروحي أو الفكري أو الصحي أو المالي، المهم الهدف وفي ذلك فليتنافس الأخيار مرضاة لله والوطن والملك.
هذا مجرد مثال، يقاس به ولا يضرب به أحد! .

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك