الأخبار

الكرك: الاحتفال بعام هجري وسط مشاعر يمتزج فيها فرح الذكرى بألم الواقع

الكرك: الاحتفال بعام هجري وسط مشاعر يمتزج فيها فرح الذكرى بألم الواقع
أخبارنا :  

تحتفل الأمة الإسلامية، اليوم الأحد، بعام هجري جديد، وسط مشاعر يمتزج فيها فرح الذكرى بألم الواقع الذي نعايشه مع ما يحدث في غزة.
وتحمل ذكرى الهجرة النبوية بين ثناياها رسائل للإنسان المسلم الواعي الذي يهتم بدينه؛ فالمسلم يبحث عن البدائل ولا ييأس مهما ضاقت به السبل وتعرض إلى صعوبات ومعوقات وتحديات، وعليه أن يبحث عن أفكار جديدة مبدعة وعن الفرص والحلول.
وقال مفتي الكرك الدكتور وليد الذنيبات إن الهجرة النبوية لم تكن لخوف أو رعب وإنما نصرة للدين وإقامة الدولة لأنها كانت بأمر الله تعالى وهي من أسباب تكوين أركان الدولة التي تعد أساساً لنصرة الدين، مشيرا إلى الدروس والعبر المستفادة منها وهي التضحية وهذا ما نراه على أرض غزة في هذه الأيام.
وأكد عميد كلية الشريعة في جامعة مؤتة الدكتور محمود المعايطة على أن الهجرة حدث تاريخي عظيم، وشكَّل علامة فارقة ومرجعية في تاريخ الإسلام؛ فكان أول لبنة على طريق بناء الدولة الإسلامية، مؤكدا أن مثل هذه المناسبات الدينية فرصة لشحذ الهمم، فما يحصل في غزة هاشم من قتل وتدمير يدعو إلى ضرورة توحيد الجهود نحو مستقبل مشرق للأمة الإسلامية جمعاء.
وقال الباحث في أمور الفقه والشريعة الإسلامية رامي العساسفة، إن الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية الشريفة يعد موسما للدعوة إلى الاقتداء بالرسول الكريم، وهو موسم للتذكير بصفاته وسيرته العطرة والاقتداء بهديه، داعيا إلى ضرورة تحفيز طلبة المدارس على الاهتمام بمثل هذه المناسبات الدينية لتحبيبهم بها وجعلهم يتعرفون على التاريخ الإسلامي من خلال الاحتفاء والتذكير بها.
فيما أوضح الأكاديمي الدكتور مراد الجعارات أنه عندما نستذكر الهجرة النبويَّة نستذكر معها بناء الدولة الإسلاميَّة الأولى في المدينة المنورة؛ لذا كان من فقه الصحابة أن جعلوا تأريخ الإسلام يبدأ من بداية الهجرة النبوية، مشيرا إلى أن حكم الاحتفال بذكرى الهجرة النبويَّة جائز، شريطة أن يكون على هيئة التذكير بالدروس والعبر المُستفادة من الهجرة، وأن يكون خالياً من البدع التي لم يصح لها سندٌ في القرآن أو السُنَّة.
وقال المفتش في مديرية أوقاف الكرك الدكتور عزام الشمايلة، إن مناسبة الهجرة النبوية الشريفة تعد محطة مهمة في كيفية مقاومة ودرء الإفساد في البلاد وصون كرامة العباد وهي تحمل ذكرى هجرة النبي الكريم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، فهي رحلة إيمان وتضحية وصبر، أسّست لقيام الدولة الإسلامية، وبناء صرح الحضارة الإسلامية العظيم.
وأشارت المحامية الشرعية لينا الأغوات إلى أن ذكرى الهجرة النبوية درس عملي يدرب المسلم على وجوب انتصاره لقيمه ومبادئه، والتضحية من أجل الحفاظ عليها؛ فالنبي عليه الصلاة السلام ترك أهله وبلده في سبيل تمكين دينه، وإيجاد مركز انطلاق لدعوته، فغادر مكة ولسانه يقول "إنك أحب بقاع الأرض إليَّ"، ولم يثنه هذا الحب عن التضحية ليؤسس دولة العدل والحرية، التي كانت منطلق الفتح للعالم كله.
ومن لواء الأغوار الجنوبية، تقول خضرة المحافظة إنها اعتادت على الاحتفال بهذه المناسبة بطرق مختلفة و"تقليدية" نوعا ما، تقتصر على التهنئة للمحيطين وقراءة بعض من آيات القرآن والصلاة على الرسول بشكل متكرر، ليكون يوما مختلفا عن باقي الأيام لكن هذه المناسبة تتزامن مع ذكرى أليمة تمر على إخوتنا في غزة، داعية الله العلي القدير أن يخفف عليهم وينصرهم على المحتلين.
--(بترا)

مواضيع قد تهمك