نتنياهو السادس بارع قوي في تخصيب القوالب السياسية، وبارع في تجميع المقالب على خصومه وحلفائه، وبارع في ابتكار ما يراه غلظة لاهانة الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة أوروبا، وما يمكن رصده منذ 7/أكتوبر الماضي وحتى اليوم أنه أنجز قوالبه ومقالبه على مقاس ثلة العصابة المتطرفة بزعامته سواء لجهة تمرير قرارات أو لجهة تحميل الجميع مسؤولية تدمير غزة.
قوالب نتنياهو السادس بدت في نسختها الأولى مشحونة بعواطف داعميه في واشنطن وان زوال إسرائيل الثالثة من حماس والجهاد واخواتهما يهدد حضارة العالم، وأن واجب دعمه لبلوغ أهدافه غير المعلنة ليس ضد غزة والضفة الغربية بل ضد الإقليم كله، وبالفعل زاح بصوته الممهور بالكذب ووجهه الشاحب صيغة الحرب على غزة بتدميرها وتحويلها إلى كومة خراب، وقد حقق ما أراد من خبثه ومكره لكنه فشل في بلوغ أهدافه المعلنة من سحق ومحق حماس والجهاد واخواتهما، ومن تحرير اسراه، كما فشل في تهجير سكان القطاع إلى حيث يريد، وهذا دفعه إلى الانفلات على جنرلاته وائتلافه المتطرف وكل من بايعوه على القتل والانتقام، وبغريزته الانتقامية شرع في تزوير مقالب على حلفائه في الائتلاف المتطرف، فلا مجلس الحرب صاحب قرار ولا كابينت الحكومة صاحب قرار، ومما يتضح أن الثلاثي نتنياهو السادس وبن غفير وسموترتيش يتبادلون الأدوار على الجميع، بمقالب سياسية مبتكرة.. لن نوقف الحرب.. سنقضي على حماس.. سنعيد الاستيطان لغزة.. .سنعين صحوات لنا.. سنعمل على الفوضى والخراب.. وس.. .إلخ.
قوالب نتنياهو السادس برفض الضغوط الأمريكية، وتعمده إهانة الرئيس بايدن الذي تحول إلى مسخرة عندما حدد أن وقف إطلاق النار يوم الإثنين قبيل رمضان، ثم تراجع بعد أيام، وزادت قوالب نتنياهو السادس بإرساله وفدا إلى واشنطن لبحث صيغة مقلب جديد يمرره على الإدارة الأمريكية ليواصل حرب الابادة، فيما مقالبه على ممن حوله لا تحتاج جهدا كثيرا، ودائما يستغرق الأمر تصريحا سياسيا مقلوبا ليبتلعه من اراد ومن لا يريد سواء بسواء.
قوالب وانقلابات نتنياهو السادس على حلفائه تأخذ اشكالا والوانا مبتكرة في فنون الكذب وجنون الثلة ممن حوله، .وقف الحرب هزيمة لإسرائيل الثالثة ولن نسمح بذلك.. ثم يقول:-لا يمكن للرئيس بايدن أن يتنصل من مسؤولية مشاركته تدمير غزة، ويحمله سياساته في التجويع الذي أضحى عنوانا خارقا لكل حروب القرن الحالي، لفضاعة حجم الجريمة المقترفة أمام أعين الأمم المتحدة وكل وكالات اغاثات العالم دون أن يتمكن أحد من ايقافه، والادهى أن مقالبه على جواره تارة بالتهديد وأخرى باغراءات.. تهديد بأن حماس خطر علينا جميعا.. واغراءات ما بعد حماس هو الاستقرار الإقليمي، وما يزال يمرر قوالبه ومقالبه على الجميع دون أن يوقفه احد ويقول له كفى.
آخر قوالب نتنياهو السادس في مكالمته الأخيرة مع الرئيس بايدن.. يضحك عليه بتمريره عبارات وجود أربعة كتائب لحماس هناك، ثم يمرر عليه فكرة أن نهاية الحرب اقتربت.. ويكذب ويكرر كذبه دون أن يرده، وزاد عليها بالاتفاق على إرسال وفد إلى واشنطن لترتيب صيغة قوالبه الجديد واستكمال تدمير ما تبقى من غزة ولن يتوقف إلا بالسيطرة على كامل محور صلاح الدين (محور فيلادلفيا)ثم يشرع بتركيب مقالب على حلفائه وجيرانه بأن الانتصار قريب وقريب جدا.
خلاصة القول أن قوالب ومقالب نتنياهو السادس لن تتوقف وكلها مدفوعة بمنعه وقف الحرب مهما كان الثمن، وبكل الأحوال فإن نهاياته اضحت صورة مكررة لكل الطغاة ممن سبقوه، وربما بأفعاله سوف يوقع ائتلافه المتطرف ومملكته في خراب طويل، ولا يمكن لمن بعده إصلاح الخلل والنهايات لكل الغزاة هزيمة مدوية له ولجيشه وجمهوره وشعبه المتعثر.

ــ الدستور