أعطى الحضور الملكي للمنتدى الاقتصادي الأردني الهندي دفعة قوية ومباركة سامية لانطلاقة جديدة في سماء العلاقات الأردنية الهندية بقطاعاتها الاقتصادية والحيوية المختلفة، بما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني .

وجاء المنتدى في ظل ظروف إقليمية تسعى فيه المنطقة إلى النهوض والاستقرار، ويعد خطوة مهمة واستراتيجية لتعميق وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدَين الصديقَين، مما يتيح توسيع التعاون التجاري والاستثماري وتأسيس إطار عملي لشراكة تجارية واستثمارية في مختلف القطاعات وفتح أسواق جديدة .

فحضور أكثر من عشرين شركة هندية حيوية من مختلف القطاعات الى المنتدى سيساهم في زيادة الفرص أمام الأردن لاكتساب خبرات جديدة واستقطاب استثمارات نوعية في مجالات متنوعة مثل الادوية والاسمدة والمستحضرات الطبية.

وسيسهم المنتدى في فتح أسواق جديدة للصادرات الأردنية إلى الهند ما ينعكس على الاقتصاد الوطني ورفده بالعملة الصعبة، وتحسين ميزان المدفوعات وتنويع الاقتصاد الوطني وعدم اعتماده على اسواق محددة واستيراد مواد أساسية هندية ذات جودة عالية.

وحملت كلمة جلالته في المنتدى إضاءة شاملة امام المستثمر الهندي للاطلاع على المزايا التنافسية التي يوفرها الأردن في قطاعات مهمة مثل الأدوية والتكنولوجيا والأغذية والطاقة والتعدين والصناعات المتقدمة والخدمات اللوجستية، ما يتيح للشركات الهندية بيئة استثمارية مباشرة من خلال إقامة مصانع وشركات مشتركة أو عبر مشاريع بنية تحتية متقدمة.

فالاستفادة من التجربة الهندية، سيكون لها تأثير مضاعف على الاقتصاد الوطني من خلال خلق فرص عمل جديدة وتقليل نسب البطالة، إضافة إلى نقل التكنولوجيا والمعرفة الحديثة؛ ما يعزز الابتكار ويحفز القطاعات الاقتصادية كافة.

واستحضر جلالة الملك في كلمته في المنتدى، أهمية موقع الأردن في التجارة الدولية، وتكامل شبكة النقل الأردنية مع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق وأوروبا، وما يمثله من ميزة مهمة وحيوية، ما يتيح للمملكة أن تكون مركزاً إقليمياً في التصنيع والخدمات اللوجستية، ويسهل تدفق البضائع بين الهند وأوروبا والشرق ، الامر الذي سينعكس بطبيعة الحال على مكانة الأردن وإبرازه بوصفه لاعباً اقتصادياً مهماً في الإقليم .

فالاستثمار في البنية التحتية سيحقق عوائد تجارية واقتصادية بشكل مباشر وغير مباشر من خلال استيفاء رسوم النقل والخدمات اللوجستية، ورفع تنافسية الصادرات الأردنية وزيادة فرص الاستثمار في المملكة من الشركات الأجنبية التي ستسعى إلى تأسيس مراكز توزيع أو تصنيع في الأردن .

المنتدى الاقتصادي الأردني الهندي فرصة اقتصادية كبيرة للأردن، لتعزيز الشراكات في التجارة الدولية في الاقليم والهند وأوروبا ، وتحويله لمركز ربط مهم عالمي مما يوفر فرصاً كبيرة لجذب الاستثمارات وتطوير قطاعات حيوية والاستفادة من الموقع الجغرافي للمملكة ، ما سيسهم في تنمية الاقتصاد الوطني ورفع التنافسية وزيادتها والعودة بالمكاسب على المستثمرين الأردنيين والعاملين في القطاعات المختلفة وبما ينعكس على الاقتصاد الوطني على نحوٍ إيجابي وكبير .