كمال زكارنة : 3 خيارات امام نتنياهو.
كمال زكارنة.
يحاول نتنياهو الافلات باستخدام جميع الوسائل ،العسكرية والامنية والاستجداء،المقصود بالافلات،النجاة من المحاكمات الداخلية والدولية ،ومن الوقوع في الاتفاق لوقف الحرب على غزة ،ومن تقييد حركته في سوريا ولبنان ومنعه من فتح جبهة مع ايران ،ومن العمل على تحقيق حلم اسرائيل الكبرى .
لكن في ظل الواقع القائم حاليا ليس امام نتنياهو اكثر من ثلاثة خيارات ،كي يتجنب السقوط المروع ومغادرة المشهد السياسي في الكيان،الخيار الاول افشال خطة ترمب لوقف الحرب على غزة واستمرار العدوان الاسرائيلي على القطاع والضفة الغربية ،امنيا وعسكريا واستيطانيا ،وفتح جبهات جديدة مع لبنان وسوريا وايران،والخيار الثاني ،حل الكنيست واستقالة الحكومة والذهاب الى انتخابات اسرائيلية مبكرة ،تفاديا لسقوط حكومته بشكل مفاجيء، قبل موعد الانتخابات اواخر العام المقبل وبدون اجرائها،اما الخيار الثالث وهو الاصعب بالنسبة له،وهو الانصياع للحلول السياسية التي تقيده وتجبره على التنازلات وتلجمه عن مواصلة العدوان، على كل من فلسطين ولبنان وسوريا ودول اخرى في المنطقة.
في هذه المرحلة الذي يقع تحت الاختبار الحقيقي الان،هو الرئيس الامريكي دونالد ترمب ،حيث استدعى نتنياهو الى البيت الابيض في السابع والعشرين من الشهر الحالي،لان سلوك ترمب مع نتنياهو ،هو الذي يحدد ويوجه البوصلة لمستقبل المنطقة ،فاذا كانت النوايا الامريكية صادقة وجادة ،في التوصل الى استقرار وهدوء وسلام في الشرق الاوسط ،سوف يظهر ذلك من خلال تعامل البيت الابيض مع نتنياهو،لانه لا توجد دولة في العالم تستطيع الضغط على حكومة الكيان الا حاضنته الولايات المتحدة .
قد يكون الرئيس الامريكي بدأ يتفهم ،طبيعة الصراع في منطقتنا ،واخذت القناعة تترسخ لديه بأن العرب عموما ،تواقون ومستعدون للسلام ،ويبحثون عنه في اطر الشرعية الدولية وقوانينها ،فيما يقف نتنياهو وزمرنه الفاشية النازية، سدا منيعا لمنع تحقيق السلام في الشرق الاوسط ،السلام الذي يفضي الى تجسيد وترسيخ الدولة الفلسطينية ،المعترف بها دوليا على نطاق واسع.
تعزيز وترسيخ مثل هذه القناعة، لدى الرئيس الامريكي واركان البيت الابيض، مسؤولية عربية بالدرجة الاولى،ودولية بالدرجة الثانية .
نتنياهو يسعى لجر امريكا الى حروب مدمرة في الشرق الاوسط ،ومناطق اخرى في العالم ،لتهيئة الظروف التي تمكنه من تحقيق اهدافه العدوانية والتوسعية.
فهو على سبيل المثال يستجيب لمطالب ترمب ،بضرورة الانتقال الى المرحلة الثانية من خطة ترمب بخصوص غزة،لكنه يحاول العرقلة قبل ان تبدأ مفاوضات تلك المرحلة،عندما يعلن انها مرحلة نزع سلاح غزة ،دون الاشارة الى اية التزامات اسرائيلية او اي شيء يتعلق بالحقوق الفلسطينية ،الامنية والسياسية والادارية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية وغيرها .
ويحاول ان يصور نفسه بأنه صاحب ومصدر القرار ،وانه ما يزال في ساحة الحرب والقتال،ويرفض الانتقال الى حلبة السياسة ،بينما تسعى المقاومة الفلسطينية الى قطع الطريق عليه،ومنعه من اختزال المرحلة الثانية في جزئية نزع سلاح المقاومة،بطرح عدة مقترحات ايجابية بشأن السلاح، مثل تخزين وتجميد السلاح وعدم استخدامه ،لكن في سياق تفاوضي يضمن الوصول الى دولة فلسطينية مستقلة،من خلال مفاوضات في اطار هدنة طويلة الامد تمتد من خمس الى عشر سنوات .
المرحلة الثانية من خطة ترمب تتضمن القضايا الرئيسية والجوهرية بشأن غزة ،مثل الانسحاب الاسرائيلي من القطاع،وموضوع السلاح وانهاء الحصار واعادة الاعمار وادخال غير مشروط للمساعدات ،وشكل الحكم القادم في قطاع غزة ،وقوات الاستقرار الدولية ،وغيرها من البنود التي ستحدد شكل السيناريوهات القادمة لمستقبل العلاقات الفلسطينية والعربية الاسرائيلية .