د. عدنان الطوباسي : البيئة والسلوك الإنساني
د.عدنان محمود الطوباسي
اهتمامي بالبيئة كان منذ الصغر حيث كنت اتابع مسيرة والدي رحمه الله وهو يعبر الى الأرض يزرعها ويسهر الليالي الطوال من اجل سقايتها.
وبقيت الأرض والسهول الخضراء تاسرني، والهواء العليل يعصف بذاكرتي لكي اتنسم عبير الفضاء الجميل.
وعندما دخلت لدراسة الماجستير في علم النفس التربوي في رحاب كلية التربية في الجامعة الاردنية..فكرت ان تكون رسالتي عن وسائل الاتصال والبيئة وكنت يومها عضوا في اللجنة الاعلامية في جمعية البيئة الأردنية..وفعلا جلست مع مشرفي الاستاذ الدكتور عبد الرحمن عدس رحمه الله، وقدمت له هذا العنوان : " دور وسائل الاتصال في تغيير السلوك الإنساني تجاه قضايا البيئة في الأردن ." ابتسم محاولا تغيير العنوان قليلا..الا انه وافق عليه لرغبتي الشديدة في ذلك..وكان من توصية الرسالة انشاء هيئة للاعلام البيئي في الاردن، وفعلا تم إنشاء الرابطة الوطنية للثقافة والإعلام البيئي التي يراسها استاذنا الكبير الدكتور محمد الصباريني أمد الله في عمره ، حيث كان مناقشا لرسالتي في الماجستير وهو خبير البيئة الدولي..
وواصلت مشوار الأهتمام بالبيئة والإعلام ، فطلبت من الدكتور نبيل الشريف رحمه الله، وكان رئيسا لتحرير جريدة الدستور الغراء ان اقوم بإعداد وتحرير صفحة أسبوعية عن البيئة ، وقد كان واستمرت لسنوات ثلاث وكنت اكتب فيها زاوية تحت عنوان " تحت سماء صافية " ايمانا مني بان كوكبنا بحاجة ان يكون نقيا صافيا جميلا تحافظ عليه الاجيال بعيدا عن التلوث مهما كان نوعه.
البيئة الجميلة مسؤولية كبيرة يشارك فيها الجميع بدأ من الأسرة الأساس ومرورا بالمدرسة والجامعة والمجتمع..من اجل حماية كوكبنا من اي تلوث كان ومن أجل اجيالنا الذين يرثون الأرض ، والأرض يرثها عباد الله الصالحون.
***
للتأمل:
قال رسول الله، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " اماطة الأذى عن الطريق صدقة."