د حمزة الشيخ حسين يكتب : إربد تفقد رمزًا من رموزها وقامة من قاماتها… القاضي رجا الشرايري في ذمة الله
د. حمزة الشيخ حسين
بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، ودّعت مدينة إربد اليوم أحد أبنائها البررة، ورمزًا من رموز العدالة والقضاء، القاضي رجا صلاح الدين علي خلقي الشرايري (أبو صلاح)، الذي ارتقى إلى رحمة الله تعالى صباح هذا اليوم، بعد مسيرة مشرّفة في خدمة الوطن والمواطن، اتسمت بالعطاء النظيف، والحكمة، والهيبة المقرونة بالتواضع.
لم يكن الراحل مجرد قاضٍ عادي، بل كان أبًا للجميع، وصديقًا يعرفه الصغير قبل الكبير في إربد، وفي عمّان، وفي كل ركن من أركان المملكة. رجل اجتمعت فيه خصال الرجولة والعدل والإنصاف، فكان إذا حكم أنصف، وإذا تكلم أوجز، وإذا حضر أضاء المجلس بهدوئه ووقاره.
عرفه الجميع بدماثة خلقه وسمو أخلاقه، تواضعه غلب على مقامه الكبير، وهيبته لم تفارقه لحظة، لكنها لم تكن يومًا حاجزًا بينه وبين الناس، بل كانت جسرًا من الاحترام والمحبة. كان صديقًا للناس كلهم، مستشارًا أمينًا، وقاضيًا من طراز رفيع يُشار إليه بالبنان.
إربد اليوم حزينة، مثقلة بالوجع، وقد فقدت أحد رجالها الأوفياء الذين رفعوا اسمها عاليًا في ساحات القضاء، وفي مجالس العشائر، وفي ميادين العدل. خسارته لا تخص أسرته وعشيرته فقط، بل هي خسارة لكل بيت في هذه المدينة التي أحبّته وبادلها الحب.
سيوارى جثمانه الطاهر الثرى يوم غدٍ الأربعاء 6/8/2025 بعد صلاة الظهر في مسجد حمزة / الملعب البلدي – إربد، إلى مقبرة العائلة في المدينة الصناعية.
تُقبل التعازي للرجال في ديوان العشيرة – إربد، وللنساء في منزل الفقيد – شارع الهاشمي.
رحمك الله يا أبا صلاح، وجعل مثواك الجنة، فقد كنت عادلًا في حكمك، كريمًا في عطائك، متواضعًا في رفعتك، وحيًا في قلوب الناس ما دام فيهم الوفاء.
إنا لله وإنا إليه راجعون..