كتب ياسر كنعان

تكاد حرب غزة التي طغت على مشهد الاحداث العالمي لاكثر من واحد وعشرين شهرا من إحداث تغيير جذري في منظومة السياسة الدوليه والرأي العالمي تجاه القضايا العربيه وخاصة القضية الفلسطينية بعدما عملت ميكانيزمية آلة الاعلام الاسرائيليه المضلله والمهيمنة على الاعلام العالمي لاكثر من ثمان عقود من الصراع نجحت فيه بقلب الحقائق وتشويه الصورة الحقيقيه لهذا الصراع

هذا المتغير الدولي بعد سقوط قناع الكيان المزيف ديمقراطيا واخلاقيا وانسانيا جعل هذا الكيان معزولا ومنبوذا وخاصة في اوساط هذا الجيل الثالث الذي لم يتأسس على الرواية الإسرائيلية كشعب مضطهد في محرقة التاريخ بعنوان وصوت مكرر لاسطوانة مشروخه هذا الموقف العالمي والغربي الجديد بشكل خاص بات ما يقلق الكيان في استمرارية نهج دولة تقوم بمفردها على آخر احتلال مقيت لشعب ضحية محتل ومظلوم بات يقلقها بالتحول الفكري والثقافي والسياسي المتمثل بالمظاهرات والمسيرات والمقاطعة ومحاولات كسر الحصار

لم يقتصر المتغير على شعوب العالم التي باتت تتحرر من قيد هالة اعلامية عنصرية بل أصبحت المواقف السياسية المؤثرة ايضا من تابوو الثابت المقيد إلى المتغير المتحرر وهذا ما رأيناه في مواقف الدول الاوروبيه جميعها وخاصة الدائمة العضويه بمجلس الأمن ولم يبق سوى حليف الكيان وغطاءه والذي سيعمل العامل الزمني على تغييره حتما وبكل تأكيد

ان المراقب للمشهد الدولي سياسيا يجد ان الصين الشعبيه والتى اخذت منحى اقتصاديا متصاعدا إضافة لقوتها وعضويتها وجغرافيتها وتحولها لقوة عسكرية واقتصادية يجعل منها لاعبا اكثر أهمية وأكثر تأثيرا لقد كانت الصين من الدول المناصرة للقضايا العربيه وخاصة للقضية المركزية الام فلسطين وهي ما زالت تطالب بحل القضية على مبدأ إعطاء الحقوق الفلسطينيه وبحل الدولتين وهذا ما جاء على لسان الملحق العسكري في السفارة الصينيه خلال الاحتفال بالعيد الثامن والتسعين لجيش التحرير الشعبي الصيني يوم أمس مؤكدا على موقف الصين الثابت ضد الهيمنه والانقسام ومناصرة القضية الفلسطينيه مشيرا ومقدرا دور الاردن بقيادة جلالة الملك في تقديم المساعدات الغذائية والطبية لقطاع غزة والاحترام الدولي لهذا الدور الأردني والانساني وقد حضر احتفال السفارة الصينية في عمان القائم بالأعمال للسفارة السيد قونق آنمين والملحق العسكري العقيد لي بنغ وآمر كلية الدفاع الوطني الملكي عماد البطوش ومدير فرع الأمن العربي والدولي الإنتربول نبيل المبيضين وعدد من المدعوين والدبلوماسيين

لا تزال الصين بمواقفها المشرفه والانسانيه التي تعمل على مواجهة تحدي كبير بقوة القطب الأوحد في رسم وتحقيق الأمن والسلم الدوليين