الأخبار

د. ذيب القرالة : زيارة خطيرة .. واحداث مثيرة

د. ذيب القرالة : زيارة خطيرة .. واحداث مثيرة
أخبارنا :  

في ضوء نتائج زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس ، الحالية الى واشنطن ، والملفات التي ستبحثها ، هل ستشهد المنطقة الممتدة من غزة الى ايران ، مرورا بسوريا ولبنان واليمن والعراق ، خلال الفترة القادمة ، احداثا جسيمة ( جديدة ) وتطورات خطيرة بعضها ( غير متوقع ) تنعكس تداعياتها - السياسية والاقتصادية والامنية والانسانية - بالضرورة على بعض دول المنطقة ؟.

هذا سؤال مشروع ، وما يجري على الساحة الدولية والاقليمية ، ينبيء بان هذه التطورات هي تحصيل حاصل ، لانها ترجمة لسيناريوهات وخطط بديلة موضوعة سلفا، وليست وليدة ( الصدفة ) او نتيجة لامور ( طارئة ) ، وان ( التفاهم على القرارات والتوجهات ) بشكل عام تمً، خلال زيارة بنيامين نتنياهو الاخيرة لواشنطن ، وان التفاصيل العسكرية والامنية و ( التوقيت ) تُدرس الآن بهدف وضع النقاط تحت حروفها .

ولكن ومن منطلق منهجية ( التفكير المنطقي ) يستبعد البعض ان تحدث مثل هذه التطورات في مثل هذه ( التراتبية ) والسرعة ، وبنفس الادوات وعلى ايدي ذات الفاعلين، لكن التجربة التاريخية تؤكد ان ( الخاسرين ) احيانا هم الذين يفكرون بطريقة منطقية فقط ، لذا فان علينا ان نفكر بطريقة معاكسة، تُجاري فِكر الطرف الآخر وسلوكياته.

واللافت في زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي ( الذي يوصف بانه صدى لصوت نتنياهو ) هو الحديث عن توقيع مذكرة تفاهم( سرية ) بين البلدين ، وهو الامر الذي يطرح علامة استفهام كبيرة حول مضامينها ، وما يمكن ان تخفيه بعد كل هذا التعاون العلني بين الجانبين ، وهل سريتها تنبع من انعكاس تداعياتها السلبية على بعض ( حلفاء ) واشنطن في المنطقة.

التمهيد لما سيجري في المنطقة ، بدأ التحضير له اعلاميا وسياسيا ، فعلى الجبهة اللبنانية، تنامى الحديث خلال الايام الماضية ، عن استمرار ايران في تهريب اسلحة الى حزب الله ، وعن قدرة الحزب الذاتية على تصنيع المسيرات والصواريخ ، واعطى الحزب المبرر لاسرائيل وامريكا سلفا عندما اكد انه لن يسلم سلاحه ، واستعدى في تصريح واحد الداخل والخارج على السواء .

وتزامن الحديث عن تهريب السلاح الايراني الى حزب الله مع الكشف عن سفينة كانت تنقل اسلحة ايرانية مهربة من ايران الى الحوثيين ( الذين زاد تهديدهم للملاحة الدولية مؤخرا ) ، وعن مسيرات مجهولة تقصف حقول النفط ( التي تديرها شركات امريكية وغربية ) في شمال العراق ، مما يضع الضاحية الجنوبية ، وصنعاء والحشد الشعبي المدعوم ايرانيا في سلة استهداف واحدة .

الجولة القادمة من الاعمال العسكرية التي ستطال الاطراف الثلاثة ، هي مقدمة او متزامنه مع استهداف ايران ما لم تخضع وتأتي مرغمة وسريعا الى طاولة المفاوضات ( من اجل حرمانها من كسب الوقت لاستعادة توازنها ) ولذلك لم يكن غريبا سلوك الاتحاد الاوروبي الذي اعطى ايران مهلة زمنية مبهمة ( حتى الصيف ) للعودة الى التفاوض والًا ستواجه العواقب .

تطورات الاوضاع في سوريا لن تكون بعيدة عن ما يُخطط له للمنطقة، ( رغم الاتفاق على وقف اطلاق النار ( بدعم امريكي - وتأييد اردني - عربي - تركي ) فالجنوب السوري سيكون منزوع السلاح ، والسويداء ستبقى احد ( مسامير جحا ) ، و ( الجهاديون من عاملين ومتقاعدين ) من عرب واجانب سيبقون ( ذخيرة استراتيجية ) للاستعانة بهم على جبهتين في محاربة حزب الله ، والحشد الشعبي، اذا اقتضت الضرورة، وهو الامر الذي عززته تصريحات نعيم قاسم الاخيرة ضدهم عندما وضعهم في خانة الاعداء مع اسرائيل.

ويبدو ان ( المُهل الزمنية ) تُركًب على مقاس الخطط الموضوعة ، فالحديث عن وقف اطلاق النار في غزة لمدة ٦٠ يوما لا يشير الى انهاء ألحرب في العقل الاسرائيلي ، ولا الى مجرد التفكير بالسلام بدليل ان الموساد يخطط لمعركة التهجير ، ويعمل مع الولايات المتحدة حاليا على اقناع كل من اثيوبيا وليبيا واندونيسا ، من اجل استيعاب مئات الالاف من مواطني غزة ، الذي تُخطط تل ابيب لتهجيرهم ، انطلاقا من مدينة الخيام التي تنوي اقامتها على انقاض مدينة رفح. وتتزامن هذه المخططات والجهود مع تكرار حديث الرئيس الامريكي خلال الايام الماضية عن ( سد النهضة ) الذي تذكره ( بعد حين) وعن الخلاف بين القاهرة واديس ابابا.

ترامب الذي اعطى مهلة مدتها ٦٠ يوما لايران قبل ضربها ، اعجبته الفكرة ، واعطى موسكو مهلة ٥٠ يوما لكي تنهي الحرب في اوكرانيا والا سيفرض عليها رسوما جمركية بقيمة ١٠٠٪؜ ، وعقوبات على شركائها التجاريين ، واسرائيل اعطت دمشق مهلة ٤٨ ساعة للدخول الى السويداء لانهاء الاشتباكات فيها .

والسؤال لمن ستُعطى ( المُهلة القادمة) هل تُعطى لتركيا لكي تتخلى عن نفوذها الفاعل في سوريا ، وتكتفي بالحصول على جزء من ( كعكة الاعمار ) الاقتصادية، التي سيكون معظمها من نصيب الشركات الامريكية وتحديدا في مجالات النفط والغاز والطاقة.

وهل ستُعطى للعراق لكي يقطع حبال الود مع ايران وانهاء نفوذ طهران فيه ؟ .

ام ستُعطى ( لدول حليفة ) اخرى ؟ في اوقات وظروف مختلفة ، عندما تتعارض مواقفها او اجراءاتها او سياساتها مع اهداف اسرائيل الكبرى ، وتطلعاتها المستقبلية .

theeb100@yahoo.com

مواضيع قد تهمك