في أمسية عنوانها الوفاء، وعبيرها الشعر والانتماء، نظم منتدى العشيات بالتعاون مع مديرية ثقافة الزرقاء، أمسية أدبية استثنائية في مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي، برعاية مؤسسة محمود أبو عواد الثقافية، احتفاء بتجربة الشاعر الراحل حبيب الزيودي، الذي ما زال صدى كلماته يتردد في بيداء الروح وذاكرة الوطن.
وكانت الأمسية، التي أقيمت مساء أمس، مختلفة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ أضاءت شمعة محبة ووفاء في حضرة شاعر ارتوى من تراب البادية، وتماهى مع نبض المكان، فنسج من حنينه قصائد تقطر انتماء وصدقًا، وتفوح بعبق الأرض التي أحبها وسكنها، وسكنته.
وقدم الشاعر علي الفاعوري، ورقة نقدية ثرية حول الألفاظ التراثية في شعر الزيودي، كاشفًا كيف صاغ الراحل لغته من وجدان البادية وذاكرة الريف، مستلهمًا من بيئته مفردات نابضة بالحياة والحنين.
من جهته، أبحر الكاتب أحمد الغويري في عوالم "المكان" في شعر الزيودي، فاستدعى بحس مرهف وعاطفة صادقة مشاهد مسرة والعالوك، حيث تشكلت ملامح الشاعر، وتفتحت رؤاه، وتشبع وجدانه بجمال المكان ودفئه، فرسم الغويري بلاغة الحضور المكاني في قصائد الزيودي بلغة امتزجت فيها المعرفة بالإحساس.
أما الدكتورة انتصار الزيود، التي أدارت الأمسية، فتحدثت عن عمق معرفتها بحياة الشاعر ومسيرته، وقدرتها على تقديم المشاركين بصورة راقية، فكانت صوت الوفاء الناطق، وهمزة الوصل الأنيقة بين الجمهور والكلمة.
وفي ختام هذه الأمسية، قدم الناشط فؤاد العموش شهادات الشكر والتكريم للمشاركين، وسط تصفيق امتزج بالامتنان والاعتزاز، وعيون تلمع بالحب لذاكرة شاعر لا يزال يسكن الوجدان.
--(بترا)