الأخبار

خلدون ذيب النعيي : الحسين بن عبدالله الثاني والامتداد «للإنسان أغلى ما نملك»

خلدون ذيب النعيي : الحسين بن عبدالله الثاني والامتداد «للإنسان أغلى ما نملك»
أخبارنا :  

«الإنسان أغلى ما نملك» شعار أطلقه المغفور له الملك الحسين بن طلال مع توليه عرش البلاد في لحظة مهمة من تاريخ الاردن بعد سنوات قليلة من الاستقلال، وكان عماد هذه الشعار الإشارة لقدرة الإنسان الأردني على العطاء والبناء رغم قلة موارد الوطن الاقتصادية وصعوبة الظروف الإقليمية مع التأكيد على ضرورة الاهتمام بإيلاء هذا الإنسان الذي هو قيمة بحد ذاته كل الرعاية الشاملة والتعليم والمساوة في تكافؤ الفرص فضلاً عن التأكيد على صون كرامته وحقوقه الشخصية والخاصة، ومن هذا العماد انطلق الانسان الأردني المعاصر لبناء وطنه فكان بحق المثال الحقيقي والجميل لبناء الأوطان الفقيرة بمواردها الاقتصادية بل وساهم بعلمه وزنده في بناء الاوطان الاخرى، ولم يكن إطلاق جلالة الملك عبدالله الثاني لشعار «على قدر العزم» مع توليه سلطاته الدستورية الا تأكيداً لهذا النهج الهاشمي الذي اصبح مثالاً عالمياً في النجاح ببناء الاوطان.
«الإنسان أغلى ما نملك» عند سمو الامير الحسين تجاوز كونه شعاراً يُجد لتحقيق مضامينه بل صار التزاما واولوية على مستوى الوطن، فقد التقط الأمير الهاشمي هذا الشعار ومع توجيهات والده حفظه الله اصبح التأكيد على دور الشباب الاردني أياً كان موقعه في ان يأخذ مكانه في بناء وطنه، فكان تأكيد سموه باطلاق المبادرات المرتكزة على تعليم وتطوير فكر ومهارات الشباب بما يعزز ثقتهم ومقدرتهم على المواطنة الفاعلة ضمن احساس المسؤولية من خلال البرامج التطوعية في مجتمعاتهم المحلية والوطن ككل فضلاً عن تعزيز دورهم في صنع القرار الوطني، فغدا الشباب هنا هم الكنز الوطني بحق في تصميمهم على بناء وطنهم والذود عن حياضه ومقدراته ضد كل معتد أثيم.
«الإنسان أغلى ما نملك» شعار تتبع فيه الأمير الهاشمي خطه والده حفظه الله وأجداده رحمهم الله في التواصل الدائم مع الأردنيين والالتقاء معهم في بيوتهم ومضاربهم ودواوينهم في البادية والقرى والمدن والمخيمات على امتداد الجغرافيا الأردنية، فترى الأمير الحسين يجلس معهم في مضافاتهم البسيطة بمكوناتها العظيمة بمكنوناتها يستمع ويده تحتضن ايديهم لاحتياجاتهم وآرائهم، فسموه يعي جيداً ان توفير مقومات الحياة الكريمة لأبناء الوطن كافة واحساسهم بدورهم الوطني هو المنطلق الحقيقي لبناء المستقبل المشرق للأردن الذي راهن على انسانه وقد دل التاريخ والتجارب انه الرهان الفائز.
«الإنسان أغلى ما نملك» عبارة رأى فيها سمو الأمير الحسين دعوة لتقدير قيمة الإنسان ورعايته والاهتمام به، هي تأكيد لكنز الأردن الذي لا ينضب ورهانه الذي جعل منه الوطن الذي يشار له بالبنان كقصة نجاح في كافة المجالات، والأمير الهاشمي أكد في تعاطيه مع هذا الشعار النجاح التاريخي له فكرامة وحرية الانسان الأردني واحساسه بمكانته واهمية رأيه فضلاً عن انتظار مجتمعه ووطنه ان يكون له لبنته الخاصة في مداميك البناء هو المنطلق الذي رأى فيه سموه بنظرته الشبابية والعصرية، فكان لجهد الأمير الحسين ورأيه تجسيداً نوعياً للنجاح يضاف للرصيد التاريخي المثمر لشعار الأردن الخالد «الإنسان أغلى ما نملك».

مواضيع قد تهمك