الأخبار

خلدون ذيب النعيمي : سورية ولسان حالها: عندما يكون بلسم الألم أردنياً

خلدون ذيب النعيمي : سورية ولسان حالها: عندما يكون بلسم الألم أردنياً
أخبارنا :  

أود التنويه هنا ان الشطر الثاني من العنوان هو عنوان لبوست موحد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في عموم سورية وبالذات في منطقة الساحل التي تشهد غاباته حرائق كبيرة، وترافق هذا العنوان مع صور متعددة تبرز الجهود الصادقة والتعب الشديد الظاهر على رجال الاطفاء الأردنيين خلال عملهم الطويل لإطفاء الحرائق، فأحدها لضابط دفاع مدني والتعب ورماد الحرائق يغطي وجهه المعرق وهو يقوم بعمله وصور اخرى تبرز مروحيات اردنية تقوم بإطفاء الحرائق من الجو واخرى تقوم بغرف المياه من احد البحيرات في المنطقة، ببساطة العنوان بمدلوله يؤكد الامتنان للجهود الأردنية ويؤكد ايضاً الصدق في العمل والثبات في تحقيق الهدف الذي تميز به الأردني في عمله سواء في الداخل او الخارج والدليل التجارب السابقة التي يصعب حصرها.
لا شك ان الحرائق التي اشتعلت في منطقة الساحل السوري هي اخر ما كان يحتاجه ويتوقعه الاشقاء السوريون في هذا الوقت الذي كانوا فيه منهمكين بإعادة ترتيب اوضاع وطنهم داخلياً وخارجياً بعد التغيير الأخير بإدارة البلاد، فمنطقة الساحل ذات اهمية استراتيجية لسورية فهي البوابة البحرية للبلاد على البحر المتوسط فضلاً عن اهميتها السياحية والطبيعية لسياحة الشاطئ والاصطياف سيما انها تحوي سلسلة الجبال السياحية التي تحتضن قطاع الغابات الاكبر في سورية ومن ضمنها غابات الفرلق التي تتميز جمالها الأخاذ ومخزونها المائي الكبير من البحيرات الطبيعية والينابيع، ومن هنا تبرز اهمية فقدان سورية لهذا الكنز الاقتصادي والطبيعي والسياحي جراء الحرائق، وبالتالي يبرز التفهم لمدى الألم الشعبي والرسمي جراء هذه الحرائق .
من رأى جهود رجل الإطفاء الأردني في عمله سيتفهم حتماً سبب المكانة والمحبة والاحترام والاعجاب الذي حازه لدى اشقائه السوريين، فهذا الرجل عمل بالعقلية الصادقة المنظمة وهي يرى النيران تلتهم الغابات فكان احساسه ان هذه الغابات في خاطره مثلها مثل غابات دبين وعجلون وياجوز، فكان اصراره هنا وهو يحمل أمانة حمل الشعار الهاشمي على جبينه الأغر ان يقوم بعمله بكل عزم ومحبة حتى ينهيه ويعود الفرح والأمل لسكان مناطق الساحل السوري بجمالها المشهود، فكان حق له ان يكون المثل الجميل والصادق في عمله لدى المستوى الرسمي والشعبي في سورية.
الإطفائيون الأردنيون الذي ذهبوا للساحل السوري مسلحين بتوجيهات جلالة القائد الأعلى هم زملاء الشعار لمن حملوا الاطفال وكبار السن الذين التجأوا للأردن بحثاً عن الأمان والكرامة بعيداً عن جحيم الحرب الاهلية السورية، وهم ايضاً ابناء الذين ذهبوا ذات تشرين عام 1973 للدفاع عن عروبة الجولان السوري وهم احفاد الفيلق الأردني الذي حارب في معركة ميسلون للدفاع عن حلم الدولة العربية الاولى في دمشق في تموز 1920، ومن ذلك كله يحق للأشقاء السوريين المراهنة على الأردن قيادة وجيشاً وأمناً وشعباً، فهم كسبوا رهانهم في التجارب السابقة في وحدة حالات الفزعة والفرح والألم والأمل التي امتدت منذ القدم في الشام التاريخية كما رآها الشاعر السوري الراحل عمر الفرا وهو يتغنى بالنشامى قيادة وشعبا : من البتراء عاصمة الملك الحارث الرابع النبطي حتى راس شمرا مهد الأبجدية الأوغاريتية في الساحل السوري.

مواضيع قد تهمك