الأخبار

م. فواز الحموري : وقف الحرب في غزة

م. فواز الحموري : وقف الحرب في غزة
أخبارنا :  

بعيدا عن التفاصيل والتي تملكها الأطراف المعنية وبين تفاوت المطالب بين الهدنة والاتفاقيات والتهدئة والإيجابية والسلبية، تبرز الحاجة الملحة لوقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات فورا لإنقاذ شعبها المحاصر والذي يعاني ويلات المجاعة والظروف الإنسانية المعقدة.

هو مطلب إنساني قبل أن يكون سياسي وإعلامي، ولكن المثير للانتباه مضمون الخبر والذي يفيد باحتمالية الوقف وليس البت في المر والبدء فورا في إدخال المساعدات الإنسانية إلى الشعب المنكوب في غزة.

لم يتبق سوى الأمل بحل جذري وسريع لحرب أتت على كل شيْ؛ مستشفيات، مدارس، دور عبادة، أحياء سكنية، عائلات مسحت من السجل المدني بالكامل وتفاصيل دامية أصبحت مناظر مألوفة للعالم.

مهما يكن من التفاوض والوساطة، يبقى المصير الخاص بغزة واقعا إنسانيا صعبا وشعبا ما زال يعاني الأمرين ولا بد من التوصل لحل فوري مهما كانت التسميات؛ وقف إطلاق النار، هدنة، برنامج زمني، نوايا إيجابية والعديد من مضامين الأخبار بهذا الشأن.

النساء والأطفال على وجه الخصوص والمعاناة هم الضحايا الكثر معاناة وهم أيضا ممن ينظرون للمستقبل بعيونهم التي لم تشاهد سوى الحرب والدمار والفقدان والاصطفاف على طابور المساعدات والتعرض للهجمات أثناء ذلك والموت قبل أكل رغيف خبز أو لقمة طعام.

لا بد من نهاية للحرب الدائرة في غزة ولا بد من تسوية وحل جذري ليس لشعب ولكن لطغيان واستبداد واستهتار بالإنسانية والحقوق والأعراف وباقي الوصف البشع ليس في غزة وحسب ولكن حول العالم.

لطالما حذر الأردن من استمرار دوامة الحرب والتصعيد والتعامل مع حرب غزة على أساس التفرد والتهرب من المسؤولية والتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وقف الحرب في غزة مسؤولية ليست في يد أمريكا، إسرائيل، حماس وحسب ولكنها واجب إنساني يتحمله الجميع والذي ينظر لحرب الإبادة بتفاعل عاطفي وليس بفعل تأثيري مناسب لوقف ماكينة الحرب وترسانة الأسحلة المحرمة والستخدمة فيها.

إلى متى سوف تبقى الحرب دائرة في غزة والوقت يمضي وبجملة من لضحايا الأبرياء والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية في العيش بكرامة وأمان واستقرار وتطلع للحياة دون خوف وهرب وتهجير؟.

فشلت جميع التحليلات في إيقاف الحرب والتوصل لقراءة سليمة لما يجري على أرض الواقع وقريبا من معاناة شعب اكتوى بنار الحرب بصبر لا يوصف وتحمل له مبرراته ولكن له حدود أيضا.

إطالة أمد الحرب إضاعة للفرص الإنسانية لإنقاذ شعب من أتون دمار شامل وأمراض وضحايا ومستقبل مجهول مع آلة الإبادة الجماعية دون هوادة ورأفة ورحمة بالأبرياء جميعا في غزة وسائر فلسطين.

قد يكون سيناريو وقف الحرب معلوما لدى البعض ولكنه ضروري لإنقاذ ما تبقى من مصير محتوم على شعب عانى الكثر وما يزال من ويلات ومصاعب لا قدرة له على تحملها ويصمد أمامها أحد في العالم.

ترقب وانتظار لعل وعسى أن تضع أوزارها والتي أرهقت جميع من يملك الضمير الحي والوجدان الصادق تجاه الظلم والاحتلال والإبادة والقتل والجريمة تجاه الإنسانية جمعاء.

مواضيع قد تهمك