الأخبار

م. باهر يعيش : أجيال و….أجيال!!.

م. باهر يعيش : أجيال و….أجيال!!.
أخبارنا :  

كنت على وشك الدخول لمركبتي وأنا (أعتّل) بأكياس بلاستيكية مليئة بحاجيات للبيت. فأنا أعشق التّسوّق ولا أركن على أحد. أجد في التسوق رياضتين..للذهن والمشي خاصة في الأسواق العملاقة من فئة المووووول. وأحيانًا كثيرة تقابل فيها من لم تره منذ عقود وقد تشابه الأمر عليكما في معرفة بعضكما البعض. ربما صديق أو معرفة أو مسؤول لم تستطع مقابلته يوم كان يتربع على كرسي عالٍ وأصبح/أصبحت الآن تتربع على عربة المول..

 

المولات..تلك الأسواق التي تكاد تقضي على دكّان أبو فهمي و بقالة أبو العبد و فرن أبو البطل في حارتنا….زمااان.

 

نعود للبداية في خُرّافي هذا. لمحت صبيًا ربما في الثالثة عشرة من عمره يتمازج مع ظلّه …مع خياله أمام مركبتي. يحاول كل منهما أن يرى ما على شاشة الخليوي الذي يمسكه أحدهما. هو وظلّه يرتديان ذات الملابس السوداء قميص من ربع(التي شيرت) عليه رسم لكرة قدم وبنطال صغير (شورت )ذات اللون. أما الوجهان فلهما ذات اللون والأنف والعينين ووو. والشعر تشكل ذات الشكل عند حلّاق واحد. الابتسامة ذاتها و(النشنيكة )ذاتها.

 

كانا يقفان يتبادلان الكلام والحركات الجسدية أمام مركبتي…. ذهلت!!!. بادلت أحدهما بالنداء…عمّو عمّو. إلتفت الإثنان برأس واحد ورقبة واحدة وذات الصوت "نعم" عمّو؟!؟!. أنتم إخوة؟!…نعم، توم؟!…نعم. ما شاء الله. ما هي أسمائكما…فهمي وسعد.

 

في ذات المدرسة وذات الصفّ. ماذا ترغبان في أن تكونا في المستقبل؟. أحدهما أجاب…لاعب كرة قدم والآخر…مبرمج على الكومبيوتر. ما شاء الله عليكما أرجو لكما التوفيق.

 

عدت بذاكرتي يوم كنت في ذات السنّ. من كان يسألنا (شو ناوي تطلع) أقول …مهندس وزميلي يقول…دكتور(طبيب). هاتان المهنتان كانتا المهنتين المرغوبتين لمن هم في مثل عمريهما حتى ما قبل شهادة الدراسة الثانوية. معظم التلاميذ كانوا يرغبون بما يسمعونه من رغبات لوالديهم بأن يصبح ابنه دكتور …مهندز. ما عدا ذلك ف…لا.

 

كانت أجيالنا تتواصل مع أهليهم من الأب والأم والأخ والأخت و العم والخال والعمة والخالة. بل ابن الجيران وأولاد الحارة بما تكون من صداقة ورفقة تمتد لأمد طويل.أمّا الآن فالخليوي هو الرفيق الصديق ليل نهار. تراهم في المنزل كلُّ خليويه بيمينه. لا صوت لا حديث لا إشارة أو إيماءة. صمت مطبق وسكوت تمل منه جدران البيت.

 

كان كل منّا يستعمل عقله ويديه في معظم محاولاته الفكرية والعملية والآن يسعى للأسهل وهو استعمال(عقل) الخليوي وليس عقله بما يترتب عليه خمووود فيه.كانت الحركة هي الأصل طيلة اليوم. كان احترام الكبير والصغير واجب. كنّا نتقيد بالقوانين ولا نخرقها.

 

كنّا(نستحي) ونعمل جهدنا على أن لا ينتقدنا أحد.نحسب حساب الكبير والصغير أمّا الآن ف… هااااي.باااااي. وسلوا إشارات المرور.

 

على كل حال؛ نحن لا نرغب في الإساءة لهذه الأجيال ف… أجيال اليوم حماها الله تحاول التأقلم مع حاضرها..فهم أجيال المستقبل ولكل زمان دولة و….رجال. ــ الراي

مواضيع قد تهمك