الأخبار

عدنان مفضي الحدادين : ثلاثيـة الأعياد الوطنيـة في أردننـا الحبيب ..!!

عدنان مفضي الحدادين : ثلاثيـة الأعياد الوطنيـة في أردننـا الحبيب ..!!
أخبارنا :  

توالت المناسـبات الوطنية الغالية في الأيام الماضية، حيث صادف في الخامس والعشـرين من ايار عيد الاسـتقلال، وصادف في التاسع من حزيران عيد الجلوس الملكي على العرش، وفي يوم العاشـر من حزيران ذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيـش، وتتوارد في هذه المناسـبات العزيزة الخواطر وصورة الأحداث العظيمة في تاريخ الوطن والأمة والمنجزات الكبيرة والعديدة التي تمت منذ استقلال أردننا الغالي.

في عهد جلالة الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسـين ثم جلالة الملك طلال واضع الدسـتور ثم جلالة الملك الحسـين بن طلال باني نهضة الأردن الحديث وصولاً الى جلالة سـيدنا الملك عبدالله الثاني اعز الله ملكه، حيث دارت في عهد جلالته عجلة التحديث والتطوير والأصلاح بسـرعتها القصوى لتشـمل جميع مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ولتنعكس ازدهاراً ورفاهـاً على الجميع.

وفي قراءة معمقة لهذه المناسـبات الوطنية الغالية نجدها تؤشر وترمز إلى مكامن قوة الأردن التي تنامت مع الأيام ومع تطور وتواصل البناء والتقدم فالاسـتقلال يرمز لقوة العدة والأعداد، بينما ترمز الثورة العربية الكبرى لقوة التاريخ بكل ابعادهِ، ويرمز عيد الجلوس الملكي في اتجاه واحد هو تنامي الأردن وتجلياته في هذه الأوجه المتفرقـة.

أما الاستقلال فهو المؤشر على قوة الأنجاز، وقراءة هذا المؤشر تأتي من عدة طرق أهمها اسـتعراض الأنجازات والتعرف على نتائجها ومردوداتها المتراكمة عبر السـنين، ومنها اسـتعراض شهادات الأخرين في هذا المجال.

ومن ابرز نتائج الإنجازات ودلالتها يكفي أن نعرف أن الأردن هو الأول في المنطقة في مجال تعميم التعليم الالكتروني، والثاني عربياً في اســتخدام الاتصالات الالكترونية، ويحتل مرتبة متقدمة اربعة وثلاثين بين دول العالم في تقرير المنافسة العالمية، وفي تقارير ونشـرات دولية في شتى الميادين محققاً بذلك طفرة نوعية ساعدت على تحقيق العديد من المنجزات فائقة التفرد والتميز والذي تدعمه شـهادات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي.

أما يوم الجيـش فهو مؤشر على قوة العدة والاعداد اسـتجابة للاية الكريمة " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة " كانت نواة الجيش العربي تلك الثلة التي جاءت مع الأمير عبدالله بن الحسـين مطلع القرن العشرين حيث تم تأسيس الجيش مع تأسيس الإمارة يكبر معها وينمو ليجد الرعاية والعناية من القادة الهاشـــميين الذين لم يدخروا وسعاُ لتوفير كل ما ينهض بالجيش عدة وعتاداً ورجالاً.

ويسعى جلالة سـيدنا الملك عبدالله الثاني اعز الله ملكه، منذ آلت إليه الراية لإعداد هذا الجيش إعداداً شــاملاً يستوعب معه كل جديد متطور في العالم ويصبح في أعلى مراتب القدرة والتميز و الاحتراف ليظل السياج المنيع الذي يحمي الاستقلال ويصون المنجزات، ويتمثل تكنولوجيا العصر ويطورها ويبني عليها ليسخرها لخدمة أغراضه النبيلة مما يبرز في مناحي التدريب والتسليح وينعكس على اداء أفراده في شتى الميادين الداخلية والخارجية رسولاً للأمن والسلام.

أما الثورة العربية الكبرى فهي تؤشـر إلى قوة التاريخ وحضوره بكل أبعاده ونواحيه لدى الأردنيين قادة ومواطنين ليعكس قوة الانتماء وقوة الروابط التي تربط هذه البقعة المباركة وسكانها الشرفاء الأوفياء مع أمتهم العربية العريقة حيث كانت الثورة هي البداية الأولى لنهضة الأمة ووحدتها والخطوة الأولى على طريق تحررها واسـتقلالها والأخذ بيدها الى بر الأمان.

وقد مثلت الثورة في مطلع القرن العشرين منعطفًاً تاريخياً ومفصلاً مهما انتقلت معه الأمة بأسـرها من حالة الجمود والتقوقع التي كانت عليها الى حالة الانطلاق نحو الوحدة والحرية والاستقلال، وكان مضمونها هو البوتقة التي انصهرت وتوحدت فيها مشاعر العرب في جميع أقطارهم وبلورت تطلعاتهم نحو مستقبل أفضل، وهي لم تكن ثورة لوقتها وزمانها فحسب، بل ثورة لكل زمان وكل مكان عربي توجه مسـيرة الأمة وترسم لها معالم طريق المسـتقبل الآمن المزدهر.

وأما عيد الجلوس الملكي فهو يؤشـر إلى قوة الإرادة الوطنية التي تنعكس في وضوح الهدف وحسـن التخطيط وإحكام التنفيذ، وكما يرمز الجلوس لقوة الانتماء والتمسك بالأهداف العليا كما يرمز للوحدة الوطنية والالتفاف حول القيادة الهاشــمية الحكيمة الشـجاعة بكل ما تملكه من رؤية اسـتشـرافية مسـتقبلية للمخاطر والامكانات ومن قدرة على التصدي لذلك بما يخدم مصالح الوطن والمواطن والأردن بقيادته الهاشـمية يعيش مرحلة جديدة تعكس في جوانبها مظاهر ثورة بيضاء شـاملة في اسلوب العمل والإدارة واشـراك جميع شـرائح المجتمع في عمليات الإصلاح والتطوير والتنمية الشاملة المسـتدامة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية واخراج الأردن النموذج من خلال تفجير وطاقات أبنائه لتحقيق الابداع الخلاق والتفوق على الذات وتمثل ارادة التغيير لتصبح فعلاً وطنياً أردنياً شاملاً لجميع نواحي المجتمع والهادف لتحسـين نوعية الحياة مما يحقق رفاه المواطن وازدهار الوطن وقوته واقتداره، وهو ما دفع لإخراج الأجندة الوطنية كإطار شامل لأهداف برامج التنمية والإصلاح وتوقيتاتها والخطط النوعية لحفز جميع ابناء الأردن للمشاركة فيها وليحتل الأردن موقع الصدارة المتميز على خارطة المنطقة.

ستة وعشرون عاماً من القيادة الحكيمة، والبصيرة الثاقبة، والعمل الدؤوب من أجل رفعة الأردن وكرامة الأردنيين، نباهي العالم بوطنٍ قوي، وجيشٍ شامخ، وشعبٍ وفيّ، وقائدٍ هاشميّ لا يعرف إلا العزيمة عنوانًا.

وأخيراً وفي قراءة هذه المناسبات الوطنية الغالية ومحاولة تحقيق ما تتضمنه من قيم ومعان وأفكار ورؤى على ارض الواقع سنجد لدينا مجموعة كبيرة من العناصر والامكانات والسياسات وآليات العمل والمنجزات تتفاعل لتنتج قوة الأردن الذي يمتد بجذوره الى اعماق أمته العربية واعماق رسالته الإسلامية التي يصدر عنها بكل مواقفه الثابتة الراسـخة إزاء قضاياها العادلة الشريفة، وهكذا يتجلى الأردن كحالة عربية ناجزة متقدمة في المنطقة ونموذج في الأمن والتقدم والرفاه.

مواضيع قد تهمك