الاستقلالُ محطَّةٌ تاريخيَّةٌ، للعزِّ والمجدِ والكرامة، حقَّقتهُ قيادةٌ مظفَّرَةٌ وشعبٌ واعٍ، فأصبحَ الأردنُّ واحةَ أمنٍ واستقرارٍ في إقليمٍ يزخرُ بالأمواجِ العاتية والعواصفِ المدمِّرة، وهذا غرسَ قِيَمَ الانتماءِ والشعورِ بحُبِّ الوطنِ، ورسَّخَ المعنى الحقيقيِّ للهويةِ الوطنيَّةِ والمواطنةِ الصادقةِ، وغذَّى الشعورُ بالمسؤوليةِ واحترامِ القانونِ، وبناءِالمؤسساتِ،وحققَ نهضةً شاملةًفي جميعِ المجالاتِ الاقتصادية والسياسيةِ والإداريةِ والثقافيةِ، وعزَّزَ مسيرةَ التحديثِ لخَلقِ المساواةِ، وتمكين المرأةِ والشبابِ، وصَون كرامة الإنسانِ والعدالةِ الاجتماعية، والحُكم الرشيد.

هذا الاستقلالُ بُنِيَ على جماجمِ الشهداء الأبرار من جنود الجيش العربيّ المصطفويّ، حيثُ رَووا بدمائهم الزكية، وأرواحهم الغالية ثرى الأردنِّ الطَّهور، فأضاءت تضحياتهم دروبَ النصرِ والكبرياء،شكَّلَت دافعاً لمزيدٍ من البذلِ والعطاءِ، خلَّدَت جهودَ العظماءِ من الآباءِ والأجدادِ، منأجلِ أن نعيشَ في وطنٍ حرٍّ مستقلٍ آمنٍ مستقرّ، ينعمُ بالحياة الكريمة والرفاه الاجتماعيِّ.

الاستقلالُ يمثِّلُ رمزاً للوحدة الوطنية، وسيادةَ القرارِ، وانعكاساً للحريَّةِ وبناءِ الدولةِ الحديثةِ، دولةٌ هدفها نهضةُالوطنِ وخدمةُ الأمَّة، دولة قامت على الشرعية الدينية والتاريخية وقيم التسامح والعقلانية والوسطية، دولةٌ عكست قدرتها على توظيف مبادئ الثورة العربية الكبرى، في الوحدة والحرية والحياة الأفضل، لبناءالمستقبلِ من خلالِ تجديد الحاضر.

ــ الراي