د . صالح ارشيدات : الملك عبدالله الثاني يرفض مقترحات الرئيس ترامب حول غزة .
![د . صالح ارشيدات : الملك عبدالله الثاني يرفض مقترحات الرئيس ترامب حول غزة .](/assets/2025-02-13/images/281173_1_1739460190.png)
في موقف سياسي صلب يعكس ثبات الأردن على مواقفه القومية والتزامه بالثوابت الوطنية، رفض جلالة الملك عبد الله الثاني مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تضمنت مشاريع تحت عنوان إعادة إعمار قطاع غزة، لكنها في جوهرها كانت تحمل أبعادًا تمس سيادة الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية.
المقترحات التي طرحها ترامب، والتي تتعلق بإيجاد حلول سكانية خارج قطاع غزة، في مصر والأردن تم النظر إليها على أنها محاولة مكشوفة لإعادة طرح مشاريع التوطين والتهجير القسري تحت غطاء "البناء للقطاع”. غير أن الملك عبد الله الثاني، الذي طالما أكد رفضه لكل الحلول التي تتجاوز حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، شدد على أن مثل هذه الطروحات مرفوضة جملةً وتفصيلًا، وأن الأردن لن يكون طرفًا في أي مخطط ينال من الهوية الوطنية الفلسطينية أو يمس أمنه القومي.
الموقف الأردني يأتي في سياق موقف اردني عربي واضح يرفض أي حلول تتجاهل الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. حيث عبرت الجماهير الأردنية اليوم لدى استقبالها لجلالة الملك العائد من واشنطن على تقديرها الكبير لموقف الملك الحكيم والذكي اثناء لقاء ترامب ،وعلى وقوفها الكامل خلف جلالته. كما أن الأردن، الذي يتحمل عبء القضية الفلسطينية تاريخيًا وسياسيًا، يعي خطورة أي مشاريع تهدف إلى تصفية القضية على حساب الأمن الإقليمي واستقرار المنطقة.
الرفض الأردني لهذه الطروحات ينسجم مع موقف الملك عبد الله الثاني الثابت تجاه القضية الفلسطينية، الرافض للتهجير ومع حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة ،والذي لطالما أكد جلالته أن الحل يجب أن يكون عادلًا وشاملًا يستند إلى الشرعية الدولية، وليس إلى فرض الأمر الواقع أو تجاوز حقوق الشعب الفلسطيني بحجج إنسانية زائفة.
د صالح ارشيدات