الأخبار

كنعان: لا يمكن لأي مزاعم وأكاذيب صهيونية أن تمحو هوية المنطقة

كنعان: لا يمكن لأي مزاعم وأكاذيب صهيونية أن تمحو هوية المنطقة
أخبارنا :  

عمان- ايمان النجار

تشكل العلاقة المتبادلة بين التاريخ والاعلام مسألة مهمة يجب فهمها والتدقيق في مضامينها وأبعادها، فالتاريخ بما يشمله من روايات ووثائق وأخبار الكثير من المجتمعات والحضارات، كما يعتمد عليه الاعلام في توجيه المجتمعات وتشكيل الرأي العام محلياً ودولياً، ولكن هناك حقيقة يجب وعيها وهي أن الاعلام غير المهني يرتكب في سبيل تسويق «منتوجاته»، تشويها للتاريخ، وهنا يبرز الاعلام الصهيوني في تحريفه للتاريخ و اعتماده على معلومات توصل علماء التاريخ والاثار الى عدم مصداقيتها وفقدانها للأدلة، وأبرز الأوهام والاساطير التي يسوقها?هذا الاعلام ومن يؤيده هي: اسطورة أرض الميعاد والهيكل المزعوم.

وبهذا السياق لفت الأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان الى ان مؤسسات سياسية للاحتلال بالاضافة الى مراقبة وسائل التواصل الاجتماعية العربية من خلال وحدة خاصة تهدف لمخاطبة المجتمع العربي جندت أدوات اعلامية منها الناطقون باسم الجيش باللغة العربية ومواقع الكترونية ناطقة بالعربية، تتبع لوزارة خارجية الاحتلال، وتحاول هذه المواقع من خلال مواد اعلامية متنوعة سياسياً وثقافياً واقتصادياً واجتماعياً تقديم «اسرائيل» السلطة القائمة بالاحتلال كدولة ومجتمع يمكنه التعايش مع محيطه العربي.

ونبه كنعان الى ان من بين المواد المنشورة على هذه الصفحات خارطة تمّ الادعاء بأنها تاريخية لممالك يهودية اسرائيلية تعود للألف الاولى قبل الميلاد، ورافق هذا المنشور المضلل تغريدات وتصريحات لبعض ساسة اسرائيل منها دعوة وزير مالية الإحتلال إلى ضرورة إقامة مستوطنات في قطاع غزة مباشرة في اليوم التالي للحرب على القطاع، كذلك ضم أجزاء من الضفة الغربية متعهداً أن يكون العام 2025 «عام السيادة الإسرائيلية» حسب زعمه.

وفيما يتصل بالرواية التاريخية الصهيونية المزيفة وعدم مصداقيتها اوضح كنعان ان الكثير من الدراسات بما فيها الغربية واليهودية نفسها تصدت لهذه الروايات، حيث أكدت أن ما تروج له اسرائيل هو محض خرافات وأكاذيب، ومن بين هؤلاء مجموعة نقدية من مؤرخين يهود أطلق عليهم (المؤرخون الجدد)، رفضوا الرواية الاسرائيلية بعد الاطلاع على وثائق الارشيفات والدلائل التاريخية الاثرية، ومنهم المؤرخ اليهودي ايلان بابيه وله عدة مؤلفات منها: كتاب التطهير العرقي في فلسطين وكتاب الفلسطينيون المنسيون وكتاب أكبر سجن على الأرض تاريخ الارض الم?تلة وكتاب عشر خرافات عن اسرائيل، وهناك ايضاً المؤرخين اسرائيل فنكلشتاين ونيل سليبرمان ولهما كتاب التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها و المؤرخ كيث وايتلام وله كتاب إختلاق اسرائيل القديمة: اسكات التاريخ الفلسطيني، والمؤرخ توماس طومسون وله كتاب الماضي الخرافي التاريخ والتوراة، وجميعها تفند الرواية التي ينشرها بعض المؤرخين والساسة والاعلاميين في اسرائيل.

ونوه كنعان الى أن نسيج الرواية الاسرائيلية الاسطوري المزعوم وما بني عليه لاحقاً من اطماع صهيونية اسرائيلية توسعية بزعم وجود حق تاريخي قديم مزيف، يتمحور لما يمكن تسميته (بمملكة داود وسليمان في التوراة)، حيث يمضي المؤرخين اليهود وغيرهم ممن أطلق عليهم الانجليكان المتصهينين المتمسكين بعودة المسيح عليه السلام وارتباطها بضرورة بناء الهيكل المزعوم، في سرد معلومات كثيرة عن مملكة داود وسليمان وانجازاتها الثقافية والمعمارية والسياسية المزعومة ولكن وعلى الرغم من الكم الهائل من المعلومات والروايات التوراتية لم يتمكن ا?اثاريون من العثور على اي دليل يشير بشكل صريح عليها، ويبقى المصدر الوحيد هو التوراة ولايدعم ذلك أي بيانات ووثائق، يقول عالم الاثار الاسرائيلي زئيف هيرزوغ » لقد جرت اعمال تنقيب في مناطق واسعة في القدس على امتداد المائة والخمسين سنة الماضية واظهرت بقايا مهمة من المدن التي تعود الى عصر البرونز الوسيط وعصر الحديد الثاني الا انه لم تكتشف اي اثار لبناء يعود الى فترة مملكة داود وسليمان..، وفي كل الاحوال لم تكن قط عاصمة لامبراطورية كما يصفها الكتاب( اي التوراة) وهكذا فان مملكة سليمان وداود العظيمة ليست الا اختلاق ح?لقة تاريخية»، ويؤكد كلامه المؤرخ اليهودي طومسون في كتابه الماضي الخرافي (التوراة والتاريخ) فيقول: » لا يمكن للمرء أن يتكلم عن دولة بلا سكان ولا يمكنه أن يتكلم عن عاصمة من دون بلدة والقصص ليست كافيه ».

واضاف كنعان ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تبين للرأي العام الدولي أن فلسفة الاعلام الصهيوني قائمة على التضليل وتزييف الحقائق بما في ذلك قلب المعلومات التاريخية، ونشر الخرائط المزيفة والصور والاخبار الملفقة التي تحاول اظهار اسرائيل وجيشها بمظهر المدافع عن نفسه وتصورها بأنها الضحية، هي نهج واستراتيجية معروفة، يقول عنها ايلان بابيه » اسرائيل تخاف من فقدانها دور الضحية أكثر من خوفها على بقائها، أو هي تعتقد أن دور الضحية يضمن لها بقائها»، وفكرة الدولة اليهودية القديمة أساس استراتيجي يظهر في مضامين وعد بلفور وقر?ر ترامب وقانون القومية اليهودي ومشروع اسرائيل الكبرى، لذا فالاسطورة والخرافة أصبحت مادة اساسية في الاعلام والسياسة والدبلوماسية الاسرائيلية يروجون لها لكسب مواقف الغرب ودعمهم لها، علماً بأن هذه الاكاذيب والخدع كشفها العالم الذي اصبح متذمراً من اسرائيل وسلوكها العدواني الذي يقود المنطقة لحرب دينية لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

وبين كنعان أن تاريخ حضارة بلاد الشام كله وعبر مختلف العصور والعهود قائم على ثقافة عربية واسلامية اصيلة، فالحضارة العربية اليبوسية الكنعانية في القدس وفلسطين متجذرة منذ اكثر من خمسة الاف عام وتدلل على ذلك الاثار والروايات التاريخية الصحيحة، ولا يمكن لاي مزاعم واكاذيب صهيونية أن تمحو هوية المنطقة، ولا يمكن لتهويد والاستيطان واقتحام المقدسات الاسلامية والمسيحية وغيرها من الاعتداءات أن تغيير التاريخ والوضع التاريخي القائم. ــ الراي

مواضيع قد تهمك