رئيس مجلس الأعيان يلتقي فعاليات ومؤسسات مجتمع مدني بجامعة الطفيلة التقنية
الطفيلة 15 كانون الثاني (بترا) سمير المرايات- قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، إن جلالة الملك عبدالله الثاني يدرك التحديات التي تواجه الأردن، ويعمل على معالجتها بحكمته وحنكته السياسية، لذلك فإن عهد جلالته، بدأ بمرحلة جديدة من البناء والإنجاز، تمثلت بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية وإدارية شاملة.
جاء ذلك خلال لقائه اليوم الأربعاء في جامعة الطفيلة التقنية عددا من ممثلي مختلف الفعاليات الاجتماعية والوطنية ومؤسسات المجتمع المدني، بحضور مساعدي رئيس مجلس الأعيان، ورؤساء اللجان في المجلس، وذلك في إطار حرص مجلس الأعيان على التواصل مع أبناء الوطن في مختلف المحافظات، للحوار حول مختلف التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الأردن، وأهمية تمتين وتعزيز الجبهة الوطنية لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية.
وأكد الفايز، أن جلالة الملك لم تغب عنه يوما، التحديات الاقتصادية التي تواجه الوطن، والأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين، لهذا طرح جلالته رؤيته الشاملة للتحديث الاقتصادي، لإجراء إصلاحات جوهرية على هذا القطاع تنعكس على حياة المواطنين المعيشية، وتكون لدينا القدرة على مواجهة التحديات الاقتصادية، والحد من مشكلتي الفقر والبطالة، وإيجاد بيئة استثمارية جاذبة، والتخلص من البيروقراطية.
ودعا الفايز الجميع للوقوف إلى جانب الوطن ومصالحه وقيادته الهاشمية الحكيمة، والتصدي لأي محاولات تستهدف أمنه واستقراره، مبينا أنه في هذه الظروف والأردن يخوض معركة الدفاع عن الثوابت الأردنية والفلسطينية، فالمطلوب من الجميع أن يكونوا صفا واحدا خلف جلالة الملك، وأن يكون إيماننا راسخ ومطلق أن أمن الأردن واستقراره مسؤولية الجميع، وأولوية الأولويات، فلا مصلحة تعلو فوق مصلحة الأردن.
وأكد ضرورة المحافظة على وحدة نسيجنا الاجتماعي وتماسكه، ليواصل مسيرة الوطن في مئويته الثانية، وهو أكثر منعة وقوة، فالأردن المستقر الموحد القوي سياسيا، والمزدهر اقتصاديا، وصاحب الدور الفاعل إقليميا ودوليا، هو هدف جلالة الملك على الدوام .
وأشار رئيس مجلس الاعيان، إلى أن الأردن وبسبب موقعه الجيوسياسي والأوضاع الراهنة في المنطقة، يواجه تحديات سياسية وأمنية، أبرزها سياسات دولة الاحتلال الإسرائيلي التوسعية والعدوانية، وسعيها المحموم لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية على حساب الأردن، إضافة الى حربها البشعة والإجرامية على الشعب الفلسطيني، في ظل سيطرة اليمين الديني المتطرف على القرار في دولة الاحتلال.
وأشار الفايز الى ما ينشر من تصريحات وآراء في وسائل إعلام غربية، حول إعادة طرح صفقة قرن جديدة، بهدف حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، مشيرا إلى أن هذا الامر بالغ الأهمية لما يحمله من تخوفات مشروعة على الوطن.
وأكد الفايز خلال اللقاء، أن الأردن لن يفرط بحقوقه وثوابته الوطنية، وفي حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم، وسيستمر بدعم ومساندة حقوق الشعب الفلسطيني، والتصدي لسياسات إسرائيل العدوانية، ومحاولاتها تهجير الفلسطينيين قسرا ، مبينا أن هذه هي ثوابت الأردن التي لن يقبل التنازل عنها، مهما كانت الضغوطات وارتفعت الاثمان.
وأضاف "أن الأردن قادر على مواجهة هذه التحديات، بفضل حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني وحنكته السياسية، ووعي الشعب الاردني ومنعة أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة، ولهذا استطاع الأردن مع دخول مئويته الثانية، تحقيق إنجازات كبيرة عبر مسيرته الخالدة في المجالات كافة، جاحد من ينكرها".
وبين أن أكبر الانجازات التي حققها جلالة الملك، هي الحفاظ على ديمومة الدولة الأردنية قوية وراسخة، رغم الصراعات والتحديات التي تعيشها المنطقة.
وعرض الفايز مراحل نشأت الدولة الأردنية والتحديات التي واجهتنا منذ التأسيس، ودور قيادتنا الهاشمية والزعامات العشائرية والقبلية في بناء الأردن ومؤسساته القوية.
وقال إن سر قوة ومنعة الأردن واستقراره الأمني والسياسي، هو جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يمثل صمام الأمان الأول للأردن، وعنوان عزتنا وكرامتنا، كما أن قوة تماسك نسيجنا الاجتماعي ووحدتنا الوطنية مكنتنا من مواصلة المحافظة على أمننا واستقرارنا، في ظل الظروف المحيطة بنا والتحديات التي تواجهنا، والضغوطات التي تمارس علينا.
وأضاف لم يعد خافيا حجم التحديات والضغوطات التي تواجه الأردن، بسبب صراعات المنطقة وحالة الفوضى التي تمر بها، وما رتبته على الوطن من أعباء أمنية واقتصادية واجتماعية.
وأكد رئيس مجلس الأعيان، أن قيادتنا الهاشمية على مسافة واحدة من الجميع، قيادة لم تعرف عبر تاريخها المشرف لغة العنف، ولم تمارس البطش والقتل، وحافظت على الوطن ونذرت نفسها لخدمته وعزته وشموخه، قيادة هاشمية لم تفرط بكرامة مواطن، أو على موقف عروبي.
وقال جلالة الملك يؤكد أن حرية المواطن وكرامته وحقوقه مصانة، ولا يمكن قبول التفريط فيها مهما كانت الأسباب والمبررات، مؤكدا أن جلالته هو الضامن لهذه الحقوق، والحامي لدستورنا الذي كفل هذه الحقوق.
وأضاف أن الأردن بقيادته الهاشمية، صاحبة الشرعية الدينية والتاريخية، نذر نفسه لخدمة أمته ونصرة قضاياها العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فالأردن عبر تاريخه لم تشهر قيادته الهاشمية، السيف بوجه أخ عربي، بل أن دماء ابنائه الطاهرة الزكية، روت كل بقاع وطننا العربي من محيطه الى خليجه، دفاعا عن عروبتنا وقدسنا وأقصانا، وعن قيم الحرية والعدالة والكرامة والعزة.
وأكد أن الأردن الذي ساند كفاح الشعب الفلسطيني منذ عهد الإمارة يواصل دفاعه القضية الفلسطينية، "فمواقف الأردن بقيادة جلالته ثابتة وواضحة وراسخة، لا تقبل التشكيك أو المزاودة عليها".
وقال الفايز "ندرك جميعا أن هناك ملفات مطروحة على الساحة الوطنية، وتدور حولها نقاشات تحمل وجهات نظر مختلفة، لكن علينا الاحتكام للحكمة والمنطق عند مناقشتها والحوار حولها، وأن نعزز الحوار المسؤول والهادف، بعيدا عن التعصب والعنف واللامبالاة، وان نأخذ بالاعتبار عند نقاش هذه الملفات مصالح الأردن وواقعه الاقتصادي والجيوسياسي والتحديات التي تواجهه، بعيدا عن أي حسابات جانبية أو مصلحية".
وبين أن محافظة الطفيلة لها خصوصية تميزها عن باقي محافظات الوطن، فهي تقع في قلب الجنوب الأردني حيث يلتقي عبق التاريخ بجمال الطبيعة، وتحتضن مزيجًا فريدًا من المواقع الطبيعية والتاريخية التي تحكي قصصًا لا تُنسى.
وأشار إلى أن الطفيلة مؤئل صحابة رسول الله عليه السلام، كانت من أوائل محافظات المملكة التي احتضنت الثورة العربية الكبرى، فقدم أبناؤها الغالي والنفيس إلى جانب أرواحهم للذود عن هذا الحمى الأردني الهاشمي الطهور ، وقد سماها قادتنا الهاشميون، " الطفيلة الهاشمية" لما قدمته وأبناؤها من بطولات، وهي غنية بمواقعها التاريخية والدينية والأثرية والبيئية.
وقال الفايز إن الطفيلة كانت على الدوام إلى جانب الوطن وقيادته الهاشمية، داعيا إلى ضرورة إيلاء هذه المحافظة الاهتمام اللازم لمعالجة التحديات التي تواجهها، والمتعلقة بارتفاع نسب الفقر والبطالة.
ودعا إلى أهمية العناية بالمواقع السياحية والأثرية والدينية وإزالة المعيقات كافة التي تحول دون تمكينها سياحيا، وضرورة أن تكون مواقع الطفيلة السياحية ضمن برنامج" أردننا جنة" الذي تطلقه وزارة السياحة والآثار سنويا.
وأكد ضرورة تعزيز الاستثمارات المشغلة للأيدي العاملة خاصة في مجالات الصناعات الغذائية والزراعية وطاقة الرياح.
وقال إنّ محافظة الطفيلة من أهم الوجهات السياحية والأثرية في جنوب المملكة، ومن أبرز معالمها محمية ضانا وحمامات عفرا المعدنية، وغيرها من المواقع السياحية والبيئية.
وأضاف أن هناك مطلبا لنادي الطفيلة الرياضي الثقافي الاجتماعي لإقامة ملعب رياضي إذ سيقدم مجلس الأعيان مبلغ 20 ألف دينار لهذا النادي في منطقة وادي زيد.
بدوره، أكد محافظ الطفيلة الدكتور عمر الزيود، أن هذه المحافظة العزيزة تنبض بالولاء للقيادة الهاشمية الحكيمة، وبالانتماء لتراب هذا الوطن العزيز ومنجزاته.
وثمن هذه الزيارة التي تؤطر جهود مجلس الأعيان المميزة ومتابعته المستمرة لهموم المواطنين في الميدان من خلال عقد لقاءات مستمرة مع ممثلي مختلف شرائح المجتمع المحلي في المحافظة والتواصل معهم للاطلاع على أوضاع المواطنين والتحديات اليومية التي تواجههم.
وأشار إلى جهود القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي والأجهزة الامنية مؤكدا أن العبارات تقف عاجزة أمام ما تقومون به من جهد لخدمة الوطن والمواطن.
وتحدث رئيس مجلس محافظة الطفيلة أحمد الحوامدة، وعدد من رؤساء بلديات الطفيلة عن أبرز الحلول الرامية للحد من مشاكل الفقر والبطالة من خلال إنشاء مصانع ومشروعات تشغيلية وتطوير الواقع السياحي والزراعي وجلب المستثمرين لحمامات عفرا المعدنية بالتنسيق والتعاون الرسمي.
ودعوا إلى إقامة مشروعات صناعية لتشغيل أبناء المحافظة وتمكين أبناء الطفيلة من أصحاب الكفاءات والخبرات في المناصب العليا.
وطالب شيوخ ووجهاء الحسا وجرف الدراويش بشمول مناطقهم بمكتسبات التنمية المستدامة، وإقامة مشروع زراعي في جرف الدراويش لتشغيل الشباب، وتمكين الجمعيات التعاونية والخيرية لحفر آبار لغايات إقامة مشاريع زراعية.
وعرض الحضور من أبناء المحافظة عددا من القضايا المتعلقة بمطالب محافظة الطفيلة، خاصة ما يتعلق بضرورة إيلاء القطاعات الزراعية والسياحية والبنى التحتية الأولوية ومعالجة قضايا الفقر والبطالة، إلى جانب دعم المبادرات والبرامج الموجهة للقطاع النسائي بإيجاد مشروعات مدرة للدخل.
وأكد رؤساء بلديات وجمعيات خيرية وتعاونية وممثلون عن النقابات المهنية والأحزاب، اعتزازهم بجهود الكبيرة التي يقودها جلالة الملك دفاعا عن الأردن وثوابته الوطنية وتصديه لممارسات دولة الاحتلال التوسعية والعدوانية، ووقوفهم خلف قيادة جلالته.
وأشاروا إلى ضرو زيادة الاستثمارات في المدينة الصناعية، واستثمار موارد المحافظة الطبيعية، مطالبين بإنشاء مدينة رياضية في الطفيلة، وتوسيع نطاق المنح الجامعية وإعادة النظر في قانون الادارة المحلية.
وعرض الحضور عددا من مطالب محافظة الطفيلة، خاصة ما يتعلق بضرورة ايلاء القطاعات الزراعية والسياحية والبنى التحتية والفوقية الاولوية الكافية ومعالجة قضايا الفقر والبطالة.
كما تناول الحوار الاوضاع الاقليمية ومواقف الأردن بقيادة جلالة الملك حيالها والتي تنطلق من المصلحة الوطنية وعدم المس بثوابت الأردن.
--(بترا)