عمان وأنقرة.. ماكينة أردنية سياسية تتحرك في كل اتجاه
تحليل اخباري :
فيما يشهد الإقليم اضطرابات سياسية وأمنية، أقلعت طائرة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي، ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني، لتهبط في تركيا، ما الرسائل الأردنية؟.
لا شك أن الرسائل متعددة، وتشمل التنسيق، وتعزيز العلاقات الاقتصادية، والتفاهم السياسي حول قضايا إقليمية بالغة التعقيد، كما تحمل إشارات دقيقة إلى أهمية التعاون الأردني-التركي في مواجهة التحديات المشتركة، وتفتح المجال لتعاون أوسع في المستقبل على المستويات كافة.
في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين البلدين تطورًا ملحوظًا، مع توافق في المواقف تجاه القضايا الإقليمية، مثل القضية الفلسطينية، حيث يدعم البلدان حل الدولتين وحماية القدس والمقدسات.
اليوم، كشفت الزيارة رفيعة المستوى إلى أنقرة بما لا يقبل الشك رغبة الأردن وتركيا في تجاوز أي خلافات أو تباينات في وجهات النظر، والعمل على بناء تفاهمات جديدة تخدم المصالح المشتركة، ولتنسيق أدوار البلدين في القضايا الإقليمية الكبرى مثل القضية الفلسطينية، والوضع في سوريا، ومكافحة الإرهاب، ولا سيما أن الأردن يمثل محورًا سياسيًا واستراتيجيًا في المنطقة، فيما تعد تركيا من اللاعبين الأساسيين في الإقليم.
بالنسبة لوزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، فإنه أكد التنسيق التام مع عمان منذ اليوم الأول لسقوط نظام بشار الأسد، في تأكيد تركي على أهمية دور الأردن المحوري، سواء فيما يتعلق بفلسطين وغزة أو لجهة طرد الإرهابيين من المنطقة.
تتربع على سلم أولويات عمان، مكافحة الإرهاب والجماعات المسلحة، وهو ما يتطلب تعزيز التعاون بين الأردن وتركيا، إلى جانب التنسيق الاستخباراتي، ومراقبة الحدود لضبط عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات والحد من تسلل الجماعات المتطرفة؛ نظرًا لموقعهما الجغرافي وتعرضهما لتهديدات أمنية مشتركة، خاصة مع استمرار التوترات في سوريا والعراق.
جغرافياً، يشترك الأردن وتركيا في حدود مع سوريا، وهو ما حمّلهما تداعيات الأزمة السورية، بما في ذلك قضية اللاجئين في البلدين، ما يعني أن الزيارة قد تشكل فرصة لتنسيق السياسات بشأن الحلول السياسية للأزمة السورية وضمان أمن الحدود المشتركة.
ولا يمكن إسقاط أهمية تعاون الأردن وتركيا في مشاريع إعادة الإعمار في سوريا والعراق، حيث يشكل البلدان بوابتين رئيسيتين ليس فقط على الأسواق، بل ربما لبناء تحالفات جديدة في ظل التغيرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.
تغيرات تراقبها عمان بعيون من سياسة ودبلوماسية، وتستجيب لتطوراتها، فهذا وزير خارجيتنا أيمن الصفدي، الذي سجل أول حضور عربي بدمشق، يستعد اليوم لاستقبال وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني؛ لبحث العديد من الملفات.
نعم، ماكينة السياسة الخارجية الاردنية تتحرك في كل اتجاه، تلتقط الإشارات وسرعان ما تعمل على تحويلها إلى ملفات، فنحن أمام متغيرات أبعد من المجاملات السياسية. ــ الدستور