رئيس هيئة شؤون الأسرى المحررين : نقدّر دور الأردن وقيادته الحكيمة في دعم فلسطين
نيفين عبدالهادي
يبتكرون بالأمل يوما جديدا، وحياة مختلفة عن واقعهم الأليم، بل الأكثر ألما في أوجاع البشرية، الأمل الذي يأتيهم من الأردن بقيادة جلالة الملك، منه يصنع الفلسطينيون واقعا مختلفا بأن هناك شقيقا يقف معهم يساندهم ويدعم صمودهم إنسانيا وإغاثيا ودبلوماسيا، وهذا هو لسان حال الفلسطينيين كل فلسطين بجغرافيا أراضيها كافة.
ربما مساحات التعبير عندما تخرج منّا تأخذ الحقيقة إلى غير هديها، لكن عندما يتحدث الفلسطينيون عن هذا الواقع، فهي الحقيقة كاملة، وتصل إلى هديها الحقيقي، إذ يتحدثون بلغة لا تشبه أي لغة على هذه المعمورة، عن الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني وحقيقية لنقل ما تتحدث به ألسنتهم وتصدح به حناجرهم عن الأردن ننقلها بكل ما أويتنا من لغة، لعمق قولهم وواقعيته، وصدقه، فالفلسطينيون يرون في الأردن الأمل الذي يدفعهم للحياة والصمود، والثقة بأن قضيتهم مركزية وحاضرة كأولوية على كافة المحافل الدولية.
لم يغب الأردن عن أي قضية فلسطينية، كما لم يغب عن أي ظرف يعيشه الفلسطينيون، حضر سندا وعونا للأهل في غزة، والضفة الغربية، والقدس المحتلة صونا ورعاية للمقدسات الإسلامية والمسيحية، بمواقف ثابتة تشدد وتؤكد على الحق الفلسطيني وفقا للشرعية الدولية، وهو ما يؤكد عليه المسؤولون الفلسطينيون والشعب الفلسطيني الشقيق، الذي يعيش يقينا بأنه أولوية عند جلالة الملك عبد الله الثاني، والأردن بمواقف ثابتة تاريخيا تتجدد دوما، وبشكل لا يتوقف.
جريدة «الدستور» وفي إطار متابعاتها المستمرة للأحداث في الأراضي الفلسطينية، وأهمية الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، التقت في حوار خاص رئيس هيئة شؤون الأسرى المحررين الفلسطينية الوزير الدكتور قدّورة فارس، الذي شدد على أهمية الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك الذي دعم ويدعم وسيدعم القضية بمتابعة شخصية من جلالته، وتجلت هذه المواقف بوقوف الأردن مع الأهل في غزة حيث كان الأردن أول من سيّر المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، وجميعنا نقّدر عاليا مشاركة جلالة الملك بنفسه أحد الإنزالات الجوية للمساعدات لأهلنا في غزة.
وفي ذات الإطار أكد فارس أن الفلسطينيين يعتبرون الأردن السند الحقيقي لهم، والداعم الرئيسي على كافة الأصعدة، سياسيا ودبلوماسيا، فلم تغب القضية الفلسطينية عن خطابات ولقاءات جلالة الملك عبد الله الثاني على مستوى دولي، إضافة لدوره العظيم إنسانيا وإغاثيا، ليكون السند الحقيقي للفلسطينيين.
وكشف فارس في حواره الخاص لـ»الدستور» عن واقع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والظروف الخطيرة التي يعيشونها، صحيا ونفسيا وإنسانيا، كاشفا كذلك أن 15 ألف أسير وأسيرة تمّ اعتقالهم في إسرائيل، فيما ارتفع عدد المعتقلين بشكل كبير بعد السابع من تشرين الأول 2023.
العلاقات الأردنية الفلسطينية، وأهمية الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني من القضية الفلسطينية، وأعداد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وماذا عن صفقة الأسرى في غزة، وعدد النساء والأطفال الأسرى في سجون الاحتلال، وحقيقة ما يتم الحديث عنه لما يتعرض له الأسرى من تعذيب وظروف صحية ونفسية خطيرة، وغيرها من القضايا محور حديث جريدة «الدستور» الخاص مع رئيس هيئة شؤون الأسرى المحررين في فلسطين الوزير الدكتور قدّورة فارس التالي نصه:
موقف الملك ملتزم وثابت
** الدستور: كيف تقرأون الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني من القضية الفلسطينية، ودعم الحق الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة؟.
- د. فارس: الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك هام جدا في دعم القضية الفلسطينية، على كافة الأصعدة دبلوماسيا وإنسانيا وإغاثيا، ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس الشريف، من منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات بها، ونقدّر عاليا دور الأردن وقيادته الحكيمة في دعم فلسطين.
الأردن يقف دائما وبشكل كبير مع الفلسطينيين وموقف جلالة الملك تجاه القضية الفلسطينية ملتزم وثابت.
وبطبيعة الحال التنسيق لا ينقطع بين الأردن وفلسطين، حول مختلف القضايا والمستجدات، وهناك اتصالات دائمة ومستمرة أردنية فلسطينية، وتنسيق عالي المستوى، لاسيما في الظروف الصعبة التي تمر بها فلسطين.
الأردن يدعم غزة
** الدستور: الأردن من أوائل الدول التي سيّرت قوافل مساعدات للأهل في غزة، بتوجيهات ومتابعة شخصية من جلالة الملك عبد الله الثاني، كيف تقرأون الموقف الأردني من غزة؟.
- د. فارس: كما أسلفت المواقف الأردنية هامة جدا، وتتسم بالعملية تجاه الفلسطينيين، ودون أدنى شك أن الأردن بقيادة وتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني قام بدور هام جدا على مختلف الصعد تجاه الأهل في غزة، إذ برز الدور الإنساني والإغاثي ليكون سندا حقيقيا لغزة، ومدّ يد العون من خلال المساعدات وكذلك من خلال المستشفيات الميدانية في غزة، التي تقوم بدور عظيم جدا وكان أحدثها تركيب الأطراف الصناعية، وحتما هذا الأمر يشكر عليه الأردن وجلالة الملك، إذ كان له الكثير من الآثار الإيجابية على حياة الغزيين.
ولا يمكن أن ننسى أن جلالة الملك عبد الله الثاني شارك بأحد الإنزالات الجوية الأولى لانزال المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهل غزة، وهذا مقدّر بشكل كبير في فلسطين، وكل هذه الأدوار يكمّلها دور سياسي ودبلوماسي كبير يقوم به جلالته لوقف إطلاق النار وفتح مسارات دائمة لإيصال المساعدات للأهل في غزة، ولذلك أيضا أهمية كبرى وتقدير فلسطيني.
ارتفاع عدد الأسرى بعد 7 تشرين الأول
** الدستور: تحملون ملفا فلسطينيا من أكثر الملفات حساسية وأهمية، وأخذ منحى أكثر خطورة بعد السابع من تشرين الأول 2023 هو ملف الأسرى الفلسطينيين، نود بداية أن تضعنا بصورة واقع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وعددهم، وهل ارتفع عددهم بعد السابع من تشرين الثاني؟.
- د. فارس: هذه حقيقة، ملف الأسرى الفلسطينيين من أكثر الملفات حساسية، وخطورة، فهناك ما يقارب (15) ألف أسيرة وأسير فلسطيني بينهم بالطبع ما لا يقل عن (270) طفلة وطفلا، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يعيشون ظروفا صعبة جدا ويتعرضون للتعذيب الدائم، وللإهانة.
وبالطبع كما ذكرتِ ازدادت الأمور سوءا وخطورة بعد 7 تشرين الأول، فالحرب التي تخوضها إسرائيل ضد الأسرى والمعتقلين في السجون خطيرة جدا، علاوة على حربها على غزة حيث تضاعف العدد من (5) آلاف معتقل، إلى (15) ألفا، جميعهم يعيشون ظروفا صعبة تحت التنكيل والتعذيب، منهم (11) ألفا و600 من الضفة الغربية بما فيها القدس.
وحقيقة هناك خطر محدق بحياة الأسرى في سجون إسرائيل، ولا نجافي الحقيقة إذا ما قلنا إنهم معرضون للموت جراء التعذيب وسياسة الإهمال الطبي، إضافة لما تتعرض له الأسيرات من تعذيب وانتهاكات لأنوثتهن، وتهديدات غير أخلاقية، وإجراءات مهينة، وقد وثّقت الأمم المتحدة ثلاث شهادات اغتصاب لأسيرات.
بشكل عام يتعرض الأسرى للضرب المبرح والاعتداءات الجسيمة، الأمر الذي أدى الى ارتقاء عشرات الشهداء منهم، وهناك أكثر من ثلاثة اسرى يقتلون في الشهر، وهذا لم يحدث في التاريخ ولم يحدث في أي سجن في العالم، فما يتعرضون له من أشكال التعذيب خطير جدا.
3500 أسير دون تهم
** الدستور: هل يمكن معرفة التهم التي يتم اعتقال الفلسطينيين على أساسها إن وجدت؟.
- د. فارس: أريد أن أقول بهذا الشأن أن هناك 3500 معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي مسجونون دون تهم.
وهناك 1500 أسير حكم عليهم بالسجن 5 سنوات وأعلى، وكما أسلفت 3500 من الأسرى معتقلون إداريا (دون تهمة)، حقيقة وضع الأسرى كارثي، إسرائيل تعتقل وتلفق التهم بحق الفلسطينيين، مثل: كتابة تعليق ورأي على مواقع التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال.
وضع الأسرى في السجون الإسرائيلية كارثي وغير مسبوق، حيث ترتكب بحقهم سلسلة جرائم على مدار الدقيقة والساعة، تبدأ بجريمة الإخفاء القسري لأسرى قطاع غزة، ونسبيا إخفاء قسري لأسرى الضفة الغربية.
وبالطبع، إسرائيل تمنع المنظمات الدولية والحقوقية من زيارة سجونها للاطلاع على واقع الأسرى الفلسطينيين.
أسرى غزة
** الدستور: هل يمكن وضعنا بصورة واقع الأسرى في قطاع غزة، وهل هناك وسائل للتواصل مع ذويهم ، وفي حال وجدت تضعنا بصورتها؟.
- د. فارس: كارثي، هذا ما يمكن تأكيده وجزمه، وضع الأسرى الفلسطينيين في غزة كارثي، سيء جدا، وعددهم يزداد تحديدا بعد 7 تشرين الأول، وما يمارس بحق الأسرى في غزة وكذلك في الضفة الغربية حرب انتقام، فمنذ هذا التاريخ استشهد 45 شهيدا في سجون الاحتلال ثبت سبب استشهادهم الضرب الوحشي والتعذيب وعدم الحصول على الأدوية، حتى أن بعضهم استشهد لعدم توفر وسائل النظافة العامة.
عمليا، توفرت لدينا معلومات عن وجود حوالي (2000) أسير في قطاع غزة، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وبالطبع هناك المزيد لكن لم نصل لهم حتى الآن، وحقيقة هناك مشكلة في غزة أن عددا من الأسرى كانت عائلاتهم اعتقدت انهم ضمن الشهداء، وحقيقة عندما حصلنا على معلومات أنهم أسرى أسعد ذلك عائلاتهم فأن يكون أسيرا أفضل أن يكون قد توفي.
ومن الأمور الخطيرة أيضا التي يقوم بها الاحتلال بهذا الجانب استخدام سياسة الإخفاء القسري للأسرى، خصوصا أسرى غزة، وتمنع كافة المؤسسات المحلية والدولية من زيارتهم والاطلاع على ظروفهم وأوضاعهم، ونحن حتى الآن تمكنا من زيارة 3 آلاف أسير فقط، من أصل 11 ألفا، ونحاول التواصل مع عدد من أسرى قطاع غزة.
وفيما يتعلق بأسرى غزة أيضا، هناك تواصل بين الهيئة وعائلاتهم لتقديم الخدمات القانونية لهم، أو معرفة معلومات عنهم، أو محاكماتهم، لكن للأسف لا نستطيع أن نوفر لهم المزيد من المعلومات وتفاصيل محاكمتهم أو إيقافهم، ذلك أن سلطات الاحتلال لم تبت حتى اللحظة في الصياغة القانونية التي ستتعامل مع أسرى قطاع غزة.
اتصالات مع أهالي الأسرى
** الدستور: هل هناك وسائل للتواصل مع الأسرى، ومعرفة ظروفهم وعددهم؟.
- د. فارس: هناك مركز سيطرة يعمل على التواصل مع ذوي الأسرى، ليكون لدينا أرقام دقيقة لعددهم في سجون الاحتلال، واتصالات نقوم بها نحن مع ذوي الأسرى، إضافة لوجود عائلات تبادر بالاتصال بنا لإخبارنا بأسر أحد أفرادها، ولأهالي الأسرى جزء مهم بجانب المعلومات لدينا.
وكما أسلفت موضوع الإخفاء القسري للأسرى يؤثر كثيرا على التواصل مع الأسرى، وكذلك معرفة ظروفهم، إضافة إلى أننا نتعامل تحديدا مع عائلات أسرى قطاع غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات الهاتفية إن توفرت، وكل هذه إجراءات بسيطة نقدمها ونقوم بها في سعي حقيقي للهيئة أن تقوم بدورها، لجهة طمأنة العائلات كحد أدنى.
** الدستور: ماذا عن صفقة تبادل الأسرى، وهل حكومة اليمين المتطرف جادة في إتمامها؟.
- د. فارس: لا شك أن وقف العدوان على قطاع غزة مرتبط ارتباطا وثيقا بانجاح أي صفقة لتبادل الأسرى، وبطبيعة الحال الاوضاع الراهنة تحتّم تنفيذ صفقة تبادل أسرى.
ولكن حقيقة إسرائيل لا تريد إتمام الصفقة، التيار اليميني المتطرف في الحكومة الإسرائيلية الحالية لا مصلحة له في إتمام مثل هذه الصفقات وأيضا لا مصلحة له في وقف إطلاق النار على غزة، بعدما استنفدوا كافة وسائل انهاء أزماتهم الداخلية، ففي إتمام تبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة قد تكون أزمة كبيرة للحكومة الإسرائيلية، وحقيقة نأمل أن يتم إتمام هذه الصفقة.
ــ الدستور