تحدي "غوغل" مستمر.. "OpenAI" تطلق نظام ذكاء اصطناعي يحاكي التفكير البشري
كشفت شركة الذكاء الاصطناعي "OpenAI"، يوم الجمعة، عن نظام الذكاء الاصطناعي "o3"، وهو خليفة نموذج التفكير "o1"، الذي كانت أطلقته الشركة في وقت سابق هذا العام.
و"o3" هو عائلة من نماذج الذكاء الاصطناعي، إذ يضم نماذج "o3" و"o3-mini"، الأصغر الذي تم تدريبه لأداء مهام معينة، بحسب ما نقلته تقارير عن الشركة.
ما هو "o3"؟
صممت الشركة "o3" للتفكير، من خلال حل المشكلات والمسائل التي تضمن الرياضيات والعلوم وبرمجة الكومبيوتر. وقالت الشركة إنه تفوق في الأداء على تقنيات الذكاء الاصطناعي الرائدة في الصناعة في اختبارات المعايير الموحدة التي تقيم المهارات في الرياضيات والعلوم والبرمجة والمنطق.
وتزعم "OpenAI"، مطورة روبوت الدردشة الشهير "شات جي بي تي"، أن "o3" يقترب، على الأقل في بعض الظروف، من الذكاء العام الاصطناعي (AGI).
والذكاء العام الاصطناعي يشير بشكل عام إلى الذكاء الاصطناعي القادر على أداء مهام كما لو كان إنسانًا.
وذكرت "OpenAI" أن "o3" كان أكثر دقة من "o1" بنسبة تزيد عن 20% في سلسلة من المهام البرمجية الشائعة، بل وتفوق أيضًا على كبير علماء الشركة، جاكوب باتشوكي، في اختبار برمجة تنافسي.
وذكرت الشركة أن النظام الجديد تشاركه حاليًا مع مجموعة من مختبري السلامة والأمان، وقالت إنها تخطط لإتاحته للأفراد والشركات في بداية العام المقبل.
وهذا النظام الجديد هو جزء من جهد أوسع لبناء أنظمة ذكاء اصطناعي يمكنها التفكير في المهام المعقدة.
تنافس محتدم
كانت شركة غوغل كشفت، قبل أيام قليلة، عن تكنولوجيا مماثلة، تُسمى "Gemini 2.0 Flash Thinking Experimental "، وشاركتها مع عدد صغير من المختبرين.
وتهدف الشركتان (غوغل وOpenAI) وغيرهما إلى بناء أنظمة يمكنها حل المشكلة بعناية ومنطق من خلال سلسلة من الخطوات، كل منها مبني على الخطوة السابقة.
ويمكن أن تكون هذه التقنيات مفيدة لمبرمجي الكمبيوتر الذين يستخدمون أنظمة الذكاء الاصطناعي لكتابة التعليمات البرمجية أو للطلاب الذين يطلبون المساعدة من المعلمين الآليين في مجالات مثل الرياضيات والعلوم.
ومع ظهور روبوت الدردشة "شات جي بي تي" في أواخر عام 2022، أظهرت "OpenAI" أن الآلات يمكنها التعامل مع الطلبات بشكل يشبه البشر، مثل الإجابة على الأسئلة، وكتابة الأبحاث الدراسية، وتوليد الشيفرات البرمجية. لكن الإجابات كانت أحيانًا تنطوي على أخطاء.
صممت "OpenAI" نظامها الجديد باستخدام ما يُسمى بـ "التعلم التعزيزي". ومن خلال هذه العملية، يمكن للنظام تعلم السلوك من خلال التجربة والخطأ بشكل مكثف.
ومن خلال حل مسائل رياضية متنوعة، على سبيل المثال، يمكن للنظام الجديد تعلم أي التقنيات تؤدي إلى الإجابة الصحيحة وأيها لا يؤدي إليها. إذا كرر هذه العملية مع عدد كبير جدًا من المسائل، فإنه يمكنه تحديد الأنماط.
ويحاول النظام تقسيم المسألة الرياضية إلى أجزاء والبحث عن طرق لحلها، مما يتطلب عادةً كميات أكبر بكثير من القدرة الحاسوبية مقارنة بما هو مطلوب لروبوتات الدردشة العادية. وهذا يمكن أن يكون مكلفًا.
كذلك، فعلى الرغم من أن الأنظمة مثل "o3" مصممة للتفكير، إلا أنها تعتمد على التكنولوجيا الأساسية نفسها التي يستخدمها "شات جي بي تي" الأصلي، وهذا يعني أنها قد لا تزال ترتكب أخطاء.
مخاطر
في وقت سابق من هذا الشهر، بدأت "OpenAI" بيع "o1" للأفراد والشركات. وكانت إحدى الخدمات، الموجهة للمحترفين، مُسعَّرة بـ 200 دولار شهريًا.
يشار إلى أن مختبري أمان الذكاء الاصطناعي كانوا اكتشفوا أن قدرات التفكير في "o1" تجعل النظام يحاول خداع المستخدمين البشر بمعدل أعلى من النماذج التقليدية "غير المصممة للتفكير" أو، على الأقل، من النماذج الرائدة في الذكاء الاصطناعي من شركات مثل "ميتا" و"غوغل".
ومن الممكن أن يحاول "o3" الخداع بمعدل أعلى حتى من سابقيه، لكن الاختبارا التي تخضها له الشركة حاليًا ستوضح هذا الأمر.