عالمة روسية: الرغبة في الحفاظ على النظام والاستقرار ساهمت في بناء معتقدات المصريين القدامى
قام باحثون من روسيا بدراسة مراسم الدفن عند المصريين القدماء بناء على النصوص الدينية وبحوث علماء المصريات على مدار القرون الثلاثة الماضية.
وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن دين المصريين القدماء لم يُبنى على الخوف من الموت فحسب، بل وعلى الرغبة في الاستقرار والنظام في الحياة وبعدها.
وجاء في بيان نشرته الخدمة الصحفية لمدرسة الاقتصاد العليا الروسية:" الطقوس المصرية كانت بمثابة وسيلة لاستعادة (ماعت)، بصفتها إلهة الحق والعدل والنظام في الكون، وشددت على أهمية السيطرة على قوى الفوضى (إسيفت). وتلخص في ذلك دور الفراعنة، وهم الحكام الإلهيين الذين كانوا مسؤولين عن الحفاظ على السلام والوئام في الحياة على الأرض وفي الحياة الآخرة أيضا".
وتوصلت إلى هذا الاستنتاج يكاترينا ألكسندروفا مدير برنامج علم المصريات بمدرسة الاقتصاد العليا، بعد دراسة شاملة لـ"كتاب الموتى" المصري القديم، و"نصوص الأهرام"، بالإضافة إلى التعليقات العلمية المختلفة ذات الصلة في دراسات علماء المصريات الروس والأجانب المنشورة منذ فك رموز الكتابة المصرية القديمة من قبل المؤرخ الفرنسي فرانسوا شامبليون.
يذكر أن غالبية علماء المصريات والمؤرخين في العالم يعتقدون اليوم أن التركيز القوي بشكل غير عادي على الموت في النصوص الدينية المصرية القديمة، مقارنة بالحضارة الغربية المعاصرة، يستعرض أن المصريين القدماء كانوا يحاولون التغلب على الشعور بحتمية الموت. وتضمنت نصوصهم تعاويذ اعتقد المصريون أنها تحمي الموتى في الآخرة وتساعدهم على التغلب على المخاطر.
وبحسب عالمة المصريات الروسية، فإن تحليلها النصي يوضح أن البرديات الدينية المصرية القديمة لا تعكس الخوف من الموت فحسب، بل وتعكس الجهود المبذولة للحفاظ على النظام الكوني، مما يشير إلى دوافع أكثر تعقيدا للدين المصري. وقالت ألكسندروفا، إن القوة الدافعة الرئيسية للدين المصري القديم لم تكمن في مجرد الرغبة في تجنب الموت، بل كانت هناك الحاجة إلى الحفاظ على الاستقرار والنظام على الأرض وفي الآخرة.
المصدر: تاس