ان يخرج «البنك المركزي» علينا ببيان يحذر فيه المواطنين من شركات تدعي «مضاعفة الاموال» يجب ألا يمر مرور الكرام، ولهذا علينا ان نتعامل مع هذا التحذير بمسؤولية لكي لا يتكرر مسلسل البورصات الوهمية التي وقع ضحيتها آلاف الاردنيين ونهبت مدخراتهم جراء سراب حلم الربح السريع، فهل انت مؤمن؟

تعلمنا بان «المؤمن لا يلدغ مرتين من ذات الجحر» فكيف للبعض ان يثق في مثل هذه الشركات التي لا تجيد الا اغراء واعماء البصر والبصيرة لاصطياد فرائسهم الذين هم دائما وبالغالب من «البسطاء» أصحاب الدخل المحدود الساعين وراء «الربح السريع» و«مضاعفة اموالهم» لعل وعسى ان «تتبدل احوالهم» من حال لحال دونما اي تفكير منهم بواقع عمل تلك الشركات.

البنك المركزي حذر كثيرا من شركات «غير مرخصة» تصدر اعلانات ترويجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعي إمكانية مضاعفة الأموال بشكل غير منطقي خلال فترة زمنية قصيرة، وللاسف تدعي ومن باب التضليل وتطمين الضحايا المستهدفين بانهم مرخصون من «المركزي» وهذا «غير صحيح» على الاطلاق ما دفع البنك المركزي لاصدار بيان يحذر فيه وقبل وقوع الفأس برأس الطامعين بما ليس هو منطق.

هذه الشركات هي تماما على شاكلة البورصات الوهمية التي نصب فيها على عشرات الآلاف من الاردنيين وبمئات الملايين من الدنانير كانت ضمن مدخراتهم، فاستخدم مروجوها حينها نفس اسلوب مضاعفة الاموال بشكل سريع وشهري حتى تمكنوا من اقناع الضحايا بصدقهم ومدى ضمان الاستثمار لديهم.

للاسف تلك الشركات اصبحت تستغل سهولة الوصول الى الفئات المستهدفة من خلال «التواصل الاجتماعي» المنتشرة وبشكل كبير مع الصغير والكبير وفي كل مكان بالمملكة، وهذا فعلا ما اصبحنا نشاهده باستمرار عبر اعلانات مدفوعة تفرض نفسها علينا خلال تصفح منصات «التواصل الاجتماعي» الامر الذي يجب ان تترافق معه حملة توعية بضرورة تجنب تلك الشركات وعدم السقوط في فخها من جديد.

خلاصة القول؛ علينا ان نتعظ من الماضي وألا نجعل من «الارباح الوهمية» مصيدة تجرنا باتجاه عملية نصب جديدة ابطالها انتهازيون ومحترفون وضحاها اناس بسطاء ينساقون وراء «أحلام اليقظة»، ولهذا عليكم ان تتجنبوها وان تحذروا منها وان تكونوا مؤمنين لكي لا تلدغو مرتين من ذات الجحر. ــ الراي